في عملِ خيرٍ أو دعوةٍ، وربما عاشَ دهرَه ولم يُظل نفسَه ومن يَعولُ ببيتٍ يملكُه .. ليس فقرًا ولكن ضَعف هِمّةٍ وسوء تدبيرٍ .. ماذا يقالُ عنِ مثلِ هذا؟
أين هذا من كهلٍ يتحركُ محمولًا، ومشلولةٌ بعضُ أعضائه .. ومع ذلك يُخيفُ الأعداءَ ويَنْكأُ بهم .. سلاحُه قلبٌ قوي، ولسانٌ عَقول، وهِمّةٌ عالية، وصبرٌ على تَبعاتِ الإعاقة؟
أهو في عداد المعاقين أم الأسوياء؟ !
٣ - وماذا يُقال عن امرأةٍ سَويةٍ، لكنَّ همَّتَها مصروفةٌ للموضةِ والإسرافِ في الزينة .. تعيشُ عددٌ من النساءِ الكافراتِ لهدفٍ تخدمُه، وهذه المسكينةُ تنتهي أهدافُهَا في حدودِ المَطعمِ والملبسِ، فهي فائقةٌ في أنواعِ الطبخاتِ، ومتابعةٌ للجديدِ في الملبوسات والموديلاتِ.
إنها مكتملةُ الحواسِّ - لكنها لم تستثمِرْها في العبوديةِ الحقّةِ، فقد تؤخَّرُ الصلاةَ عن وقتِها، وقد تنامُ مِلْءَ جفونِها سحابةَ النهار وشطرًا من الليل، وأسوأُ من ذلك حين تستخدم شيئًا مما أنعمَ اللهُ به عليها في معصيةِ اللهِ .. وأسوأُ منه حين تفتنُ الآخرين أو الأُخريات بسوءِ فِعالِها ورديءِ أخلاقِها؟
أين هذه من امرأةٍ بلغت بها الشيخوخةُ حدًّا تتكئُ على عصاها حين تريد القيام لصلاتِها .. ومع ذلك فهي حافظةٌ للقرآن، ولهَا منه وِرْدٌ في الصباحِ والمساء، محافظةٌ على السُّننِ والأذكار .. ولها نصيبُها من قيامِ الليلِ والصيامِ، تَشعرُ بآلامِ المسلمينَ والمسلماتِ؛ ولذا تراها ترفعُ يدَيهَا بالدعاءِ لهم حين لا تملكُ شيئًا آخرَ تُساعدُهم به .. وهي تتفطرُ ألمًا وحسرةً حين ترى طائفةً من الفتياتِ يُضيعنَ زهرةَ شبابِهنّ في أمورٍ لا قيمةَ لها .. وكأن لسانَ حالِها يقول: يا ليتني كنتُ شابةً مِثلَكُنّ لَتَرَيَنَّ ما أصنع!