وكلامَه وخُلُقَه على خلاف ذلك، فهو عِبءٌ على الدعوةِ وخللٌ من الداخلِ، إنه معوّقٌ لنفسِه وعائقٌ لإخوانه.
٥ - عبادَ الله: وثَمّةَ نوعٌ آخرُ من معوَّقين، لكن من نوعٍ آخر - إنه العالِمُ أو طالبُ العلمِ الذي يحفظُ كمًّا من النصوص، ويستظهرُ عددًا من الأدلةِ الشرعية، ويعرفُ - أكثرَ من غيره - في الأحكامِ والآدابِ والأخلاق .. ولكن لا يرفعُ بالعلمِ رأسًا، فهو في ذاتِ نفسِه مُقصّرٌ أكثرَ من تقصير العوامِّ والجهلة .. ففي المسجدِ تراه في مؤخِّرةِ الصفوفِ وربما قضى الصلاةَ كثيرًا، وربما اطَّلَعْتَ في بيته على عددٍ من المنكراتِ لا يرضاها من هو دُونَه في العلمِ والفقه، وإذا سألتَ عن نوع تعاملِه مع الآخرين، قيلَ لك ما يسوء من الغلظةِ والفظاظةِ والطمعِ والشَّرَه، وهو مانعٌ لزكاةِ العلمِ، فلا تراه في حلقةٍ يُعلم، ولا في مسجدٍ يعظ، ولا في أسرةٍ يُذكِّر ويدعو - إنه الحرمانُ والإعاقة .. ومن النَّصفِ أن يُقال: إن عددًا ممن يحملونَ العلم ليس هذا شأنَهم .. ولكن الحديثَ تنبيهٌ عن فئةٍ معاقةٍ وما بها في الحقيقةِ من إعاقة .. ومحرومةٍ وهي تَمتلكُ ما تتجاوزُ به الحرمان - والذكرى تنفعُ المؤمنين، والنصحُ للهِ ولرسوله ولكتابه ولأئمةِ المسلمينَ وعامَّتِهم، واللهُ الهادي والموفقُ إلى سواءِ السبيل ..