ثم عاشَ المسلمون يومَ الحجّ الأكبرِ وعيدَ الأضحى، وهو أفضلُ أيام العام .. وبه تردّدَ الحُجّاجُ بين المشاعِر؛ فطائفةٌ ترمي الجِمَارَ، وطائفةٌ يَطَّوّفونَ بالبيتِ العتيق، وطائفةٌ يُحلّقونَ أو ينحرونَ هَدْيَهُم، ومع شَعَث الحُجاجِ في يوم العيد إلا أنهم يتقرّبونَ إلى الله بجليل الأعمالِ.
أما المقيمونَ فعاشوا فرحةَ العيد، وتقرَّبوا إلى بارئهم بنحرِ الأضاحي، والتقتْ جموعُ المسلمينَ في مُصلَّيات الأعياد، ومَنظرُهم ووحدتُهم تُرهبُ الأعداءَ، ومناسبتُهم واجتماعُهم لا مثيلَ له في المِلَلِ والأمم الأخرى.
واستمرّ فضلُ الله على الحُجاجِ وغيرِ الحُجاج في أيام التشريقِ؛ إذ هي أيامُ أكلِ وشُربٍ وذكرٍ لله .. يَنعمُ بها الموسرونَ والأغنياءُ، ويُواسى به المحتاجونَ والفقراءُ.
ألا فهنيئًا للمسلمينَ بهذه المناسباتِ السعيدةِ والأيامِ الفاضلةِ .. والبُشْرى تُزفُّ لمن تقرّبَ إلى اللهِ وزادَ في عملِ الصالحاتِ من الحُجاجِ أو غيرِ الحُجاج، وهل أعظمُ من الجنةِ منزلًا؟ ! وليس للحجّ المبرور جزاءٌ إلا الجنّة .. وكفى بمغفرةِ الذُّنوبِ فضلًا ونعمةً .. ومن حجّ فلم يرفُثْ ولم يفسُقْ رجع كيومِ ولدَتْه أُمُّهُ.
ولا يُحرمُ غيرُ الحُجاجِ من فضلِ الله لا سيّما مَن تقرّب إلى اللهِ بعملِ الصالحاتِ في العشر .. وأتمّ ذلك بصيام عرفةَ، وتقرّبَ إلى اللهِ بالأُضحية.
عبادَ الله: وحين يهنأُ العاملونَ المُوَفّقونَ يُعزّى المُفرِّطونَ ويندمُ الكُسالى والمضيِّعونَ للفُرص .. ولكن الجميع يذكَّرون - بعد هذه المناسبات - بعدة أمور، منها: