للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - استدامةُ الطاعةِ والحفاظُ على الأرصدةِ المُكتسبةِ، فمن عادت صحائفُه بيضاءَ، فحريٌّ به ألا يُلوّثَها بالمعاصي، ومن علائمِ قَبولِ الحسنةِ عملُ الحسنةِ بعدها.

٢ - الندمُ توبةٌ .. فمن فرّطَ فليُظهر الندمَ على ما مضى، وليعقدِ العزمَ على انتهاز الفرصِ القادمةِ، والباكونَ على خطاياهم والمستغفرونَ لذنوبهم حَرِيّونَ بالمغفرةِ والرِّفعةَ {وَمَنْ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (١).

٣ - وعبوديةُ الشّكرِ لله سببٌ للزيادةِ من فضلِ الله {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (٢)، فمن وفّقَه اللهُ للطاعةِ فليشكُرِ اللهَ على فضلِه وتوفيقِه .. فكم من مُريدٍ للخيرِ لم يُصِبه {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (٣).

٤ - وحين يتجاوزُ الإنسانُ ما أَلِفَهُ ويَخرجُ المرءُ عن محيطِه - ولو قليلًا - تبدو له نِعَمٌ كان يتمتعُ بها ويتفيّئُ ظِلالَها، وكأنها صعبةُ المنال ... أجل إن الحاجَّ - أحيانًا - يَعِزّ عليه المكانُ الذي يستظلّ به، ولو لبضعِ ساعاتٍ من النهار، أو ينامُ فيه ولو لبضعِ ساعاتٍ من الليل، وهو في سائرِ أحواله يسكنُ القصورَ الفارِهةَ لسنواتٍ عديدةٍ، أفلا يدعوه ذلك لِشُكْرِ أَنْعُمِ اللهِ عليه؟ وهكذا سائرُ النّعمِ التي يتمتعُ بها المسلمُ في حال إقامتِه، وقد تَضِنّ عليه أو بعضُها في حال سفرهِ .. كلُّ هذه مُذكِّرةٌ له بأنعُمِ اللهِ عليه وداعيةٌ له لمزيدِ الذكرِ والشّكرِ لله.

٥ - وبابُ التوبةِ مفتوحٌ للإنسان على الدوام .. ولكن التوبةَ تطيبُ حين تكونُ على إثرِ مغفرةِ الذّنوبِ ومحوِ السيئاتِ السابقةِ .. وفي الحجّ أو صيامِ عرفةَ من


(١) سورة النساء، الآية: ١١٠.
(٢) سورة إبراهيم، الآية: ٧.
(٣) سورة النحل، الآية: ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>