المؤشرُ في دول آسيا، إذ زادت مبيعاتُ التدخين بنسبة ٨.٨%، وجاءت أعلى نسبةِ زيادةٍ في العالم في الشرق الأوسط حيث بلغت ٧.١٧%؟ ! (١).
إنها حقائقٌ مرةٌ، وأرقامٌ مذهلةٌ، خلاصتُها تعويضُ البلادِ الإسلامية لخسائرِ شركاتِ التبغ في الدولِ الغربية، وهنا يلحّ سؤالٌ: أَلَدى شعوبِ هذه الدولِ الكافرةِ موانعُ محذرةٌ عن التدخين أكثرُ مما لدى أبناءِ وشعوبِ المسلمين؟ أم بلغ أولئك القومُ حدًّا من الوعي ومستوى من التفكيرِ لم يبلُغْه المسلمونَ بعد؟
إن لدى المسلمَ من الموانعِ عن التدخين، ونصوصِ الترغيبِ والترهيبِ، ومفاهيمِ الثوابِ والعقابِ - بما يتجاوزُ الدنيا إلى الآخرة - ما لا يوجدُ مثلُه عند الأممِ الكافرةِ، ولكن الفرقَ في مستوى الوعي، والقدرةِ على ضبطِ النفسِ، وعلوِّ الهِمَّةِ، وتحكيمِ العقلِ.
نعم إن المدخنَ لا يجهلُ أثرَ التدخين، ولا ينكرُ أضرارَه، بل لعله أقدرُ من غيره على التعبيرِ عن هذه الأضرار، لكنه محتاجٌ إلى قرارٍ حازمٍ، وإرادةٍ قويةٍ تضعُ حدًّا للتسويف، وتنهي الصراعَ بين العاطفةِ ممثلةً في الشهوةِ الآسرة، وبين نداءِ الفطرةِ والعقلِ والدِّين التي تنظم الشهوةَ وتضعُ جسورًا فاصلةً بين الحلالِ والحرام، وتميزُ الضَّارَّ من النافع؟ كم تُنظّمُ من حملاتٍ توعويةٍ عن التدخين، وقد يكون المدخنونَ أقلّ الناسِ عنايةً بها واستماعًا لبرامجها.
وكم نرى أو نسمعُ من ملصقاتٍ عن أضرارِ التدخينِ وضرورة الإقلاعِ عنه .. والمؤسفُ حين يكون المدخنونَ أقلَّ من غيرِهم في الوقوفِ عليها والاستفادةِ منها.
على أن ذلك لا يلغي أهميةَ التوعيةِ، ولا يعني الإحباطَ من آثارِ الحملاتِ ..
(١) رسالة من القلب عن التدخين، عن اللجنة الخيرية لتوعية الشباب وحمايتهم من أضرار التدخين، جدة.