فدينُك لم يسلم، ودنياك في خطر، وأنتَ في وحشةٍ مع جيرانِكَ وأصدقائك، والأمرُ أخطرُ حين يقعدُ بك التدخينُ عن شهودِ الصلاةِ مع جماعةِ المسلمين؛ لأنك تخشى أذاهم برائحةِ التدخينِ، أو تنقطعُ عن زيارةِ وصلةِ أقربائك لأنك تشعرُ بالغربة بينهم حين تكونُ نشازًا في التدخين ..
ألم يمنعْك التدخينُ يومًا من الجلوسِ مع الأخيار، وإن كنتَ تُحبّ الأُنسَ بهم والاستماعَ إلى أحاديثهم، ولكن يمنعك الحياءُ من معاشرتهم؟
ألم يقعد بك التدخينُ عن كثيرٍ من معالي الأمورِ - أنت أهلٌ لها، وبك من مقوماتِ الخيرِ ما يرشِّحُك لها .. ولكنَّ عتابَك لنفسك في الإصرارِ على شربِ الدخانِ حال بينك وبين المساهمةِ فيها.
أيها المدخنُ: وأنت حينَ تتوارى عن الأعين وتتخفَّى عن الأنظارِ في شربِ الدخانِ، فذلك مؤشّرٌ لحيائك - والحياءُ لا يأتي إلا بخيرٍ - ومؤشرٌ لخيريةِ المجتمعِ إذ ينكرُ هذه المظاهِرَ السلوكيةَ المنحرفةَ، ولكن قُل لي بربّك: ألا يؤلِمُكَ هذا التخفي، ألا تشعر بنقصٍ وأنت تتستَّر؟ وفي سبيل ماذا تُعذّبُ نفسك بذُلِّ المعصية، وتُرهقُها بآلام الشعورِ بالذنبِ دونما فائدة؟
دعني أصارحك وأقولُ: إنك تظلمُ نفسَك وتخطئُ في حساباتك حين تظنّ أن شُربَ الدخانِ يُفرج همّك، أو ينسيكَ آلامَك، أو يسعدك في حياتك، أو يسليك في غربتِك، أو يشعرك بالفرحةِ في مجاملةِ أصدقائك المدخنين، أو تقولُ في نفسِك: إنني عشتُ عليه صغيرًا وشبتُ عليه كبيرًا ويصعبُ عليّ فراقُه .. أو غير ذلك من أسبابٍ وحججٍ يتعلقُ بها المدخنون؟
واسمح لي أيها المدخنُ أن أسأَلَك وأدعُ الإجابةَ لك، هل تُصنّفُ التدخينَ ضمنَ الطيباتِ أم الخبائثِ؟
وهل ترضى لأحدٍ أن يقول عنك أنك مشجعٌ على انتشارِ الخبائثِ؟