هل تسمّي اللهَ حينما تبدأ بشربِ الدخانِ وتحمدُه في حالِ انتهائك، كحالك حين تتناولُ الطيبَ من الطعامِ والشراب؟ !
وهل هناك مأكولٌ أو مشروبٌ تطؤه بحذائك أو ترمي به في مكانٍ غير مشرف كما تصنعُ بالسيجارة؟
ألست تشعرُ بالذنبِ حين تحملُ الدخانَ في بيتٍ من بيوتِ اللهِ؟
وهل تُفَكِّرُ في شربه في أحدِ المساجدِ؟ وماذا تعني هذه المشاعرُ عندك؟ هل حقّقَ لك التدخينُ مكانةً اجتماعيةً أو مكسبًا ماديًّا؟ أو تفوَّقًا صحيًّا؟
هل ترضى أن يتعاطاه أحدُ أبنائك أو إخوانِك أو أقاربِكَ؟
أخي المدخن: ودعني أذكِّرك بقيمةِ ما تُهلكُ من المال والوقتِ - لا أشكّ أنك حريصٌ على وقتك ومالِك، فقد قالوا: إن المدخنَ لمدة عشرينَ سنةً إذا كان يدخنُ أربعينَ سيجارةٍ يوميًا يتكلفُ أكثرَ من سبعةٍ وخمسينَ ألفًا، وإذا كانت السيجارةُ الواحدةُ تستغرقُ خمسَ دقائقَ، فإن أربعينَ سيجارةً تستغرقُ مائتي دقيقة، فهل ترضى أن تقضي أكثرَ من ثلاثِ ساعاتٍ يوميًّا في معصيةِ الله؟ والعمرُ محدودٌ، والوقتُ أمانةٌ ومسئوليةٌ ..
وكم من جياع المسلمينَ وفقرائهم ومنكوبيهم يحتاجُ إلى هذا المال الذي تنفقه فيما يضرُّك ولا ينفعُك، وربما استفادت منه دولٌ أو شركاتٌ تُحاربُ بها المسلمينَ، فهل يرضيك هذا؟ (١)
إخوةَ الإسلام: ومما يلفتُ النظرَ أن العالمَ كلَّه يتخوفُ من مرضِ الإيدز - وحقَّ لهم ذلك - ولكن منظمةَ الصحةِ العالمية تقررُ أن التدخينَ أخطرُ وباءٍ عرفته البشريةُ في تاريخها الطويل، وأن ضحاياه تفوقُ ضحايا الإيدز، فإذا كانت