للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد فُسر (الظلمُ) في الآية (بالشركِ) ونهايةُ الآيةِ السابقةِ تؤكدُ هذا المعنى بوضوح: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}.

وعملُ الصالحات، ومن أهمها: الصلاةُ والزكاةُ مقوِّمٌ هامٌّ من مقوِّماتِ الأمن، فالصلاةُ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرَ، وتوثيقٌ لصلةِ العبد بربِّه، والزكاةُ فيها مواساةٌ للفقراء وإغناءٌ للمحتاجين، وصلةٌ للخلق ببعضِهم وسبيلٌ لمحبَّتِهم وتعاطُفِهم فيما بينهم.

وكذا الأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ، ففيه نشرٌ للفضيلةِ وتحذيرٌ عن الرذيلة، وبه يؤخذُ على أيدي السفهاءِ، ويُمنعُ المجرمونَ من مزاولةِ الجريمة، وكلُّ ذلك يتضمَّنُه قولُه تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (١).

إخوةَ الإيمان: وتحكيمُ شريعةِ اللهِ في أرضِه، وإقامةُ الحدودِ التي شرعها سببٌ كبير ومقوِّمٌ من مقوماتِ الأمن، وإذا أفلستِ النظمُ البشريةُ والقوانينُ المستوردةُ - بعيدًا عن شرعِ اللهِ - في تأمين الأمنِ للناس، فإن في تحكيمِ شرعِ اللهِ ضمانةً كبرى للأمن يُصدِّقُ ذلك واقعُ الدولِ الكبرى التي بلغت من التقنية في متابعةِ الجريمةِ مبلغًا كبيرًا، ومع ذلك تنمو فيها معدلاتُ الجريمةِ ولا تنخفضُ، ويتكاثرُ المجرمونَ ولا يقلُّون ..

وتنعمُ (بلادُ الحرمين) بفضل اللهِ، ثم تحكيمِ الشريعةِ وتطبيقِ الحدود، بأمنٍ لا مثيلَ له في واقعنا المعاصرِ.


(١) سورة الحج، الآيتين: ٤٠، ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>