للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلمونَ: ومن أسبابِ الأمن شكرُ النعمِ، فالوعدُ حقٌّ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} (١).

وكفرُ النعم سبيلٌ لفناءِ الدولِ وانتشارِ الجوعِ والخوفِ، وفي أمثلةِ القرآن عبرةٌ لمن اعتبرَ: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (٢).

ومن مقوماتِ الأمن اجتماعُ الكلمةِ تحتَ مظلةِ التوحيدِ، فالاجتماعُ نعمةٌ، والخلافُ فرقةٌ وشتاتٌ، وما فتئ القرآنُ يُحذرُ من التنازعِ والخلافِ، ويذكرُ بمصير المتنازعينَ، ويكفي أن يتذكرَ المسلمُ قوله تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (٣).

ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كلِّ أسبابِ الخلافِ والتقاطعِ، وقال: «لا تقاطعوا ولا تَدابروا ولا تَباغَضُوا ولا تَحاسدوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا كما أمركم الله» (٤).

إخوةَ الإسلام: ولا بد - في سبيلِ توفيرِ الأمنِ - أن ندركَ الأمنَ بمفهومِه الشاملِ، فالحفاظُ على الأمنِ الفكريِّ والعَقَدي، وذلك بحمايةِ العقولِ من الأفكار الخبيثةِ، وحمايةِ العقيدةِ من التصوراتِ والمعتقداتِ الباطلةِ .. لا يقلّ أهميةً عن الأمنِ على الأنفسِ والممتلكاتِ المادية.

اللهم آمِنّا في أوطاننا، وأصلِحْ ووفِّقْ وُلاةَ أمرِنا، واجمعْ كلمةَ المسلمينَ على الحقِّ والهدى، إنك سميعُ الدعاءِ، هذا وصلُّوا وسلموا على نبيكم محمد.


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٧.
(٢) سورة النحل، الآية: ١١٢.
(٣) سورة الأنفال، الآية: ٤٦.
(٤) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>