فلا تمت نفسك أخي المسلم بالغفلة عن ذكر الله وأنت بعد على قيد الحياة. وبادر باغتنام هذه العشر لمزيد ذكر الله والأنس به {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} ومن رحمة الله أن فضل الذكر عظيم وهو لا يكلف المرء عناءً، وبإمكان المرء أن يذكر الله قائمًا أو قاعدًا أو على جنبه. فلا يستحوذن عليكم الشيطان.
عباد الله حذار أن ينسيكم الشيطان ذكر الله والباري يقول في محكم التنزيل {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}.
ومن الأمور المعينة على ذكر الله الاعتكاف في المساجد، وهي سنة أغفلها كثير من الناس، ومنها انقطاع عن الخلق واتصال بالخالق تعين المرء على ذكره والإنس به وحده، وفيها تفريغ للقلب من المشاغل التي طالما فرقته في أودية الدنيا وهمومها، ويخطأ بعض الناس فيظن أن الاعتكاف لازم للعشر كلها، وليس الأمر كذلك فبإمكان الإنسان أن يعتكف نصفها، أو بعضًا منها، أو يومًا أو ساعةً منها، فهل تحيي هذه السنة النبوية في مساجدنا وتشجع كبارنا وصغارنا على المسارعة في الخيرات واغتنام الأوقات؟
وليس يخفي أن الإكثار من تلاوة القرآن، والسنن النوافل والصدقات، وصلة الأرحام، والعمرة، ونحوها من القربات، تحسن في كل حال، ولها ميزتها في مثل هذه الأيام، ولا تنسوا أنكم مقبلون على إجازة، الكيس منكم من استثمرها في الطاعة، والمسكين من فرط فيها بكثرة النوم وضياع الأوقات.
أيها المسلمون وثمة عبادة يحسن التذكير بها في كل حال، وهذه الليالي والأيام بالذات ميدان للاجتهاد فيها- ألا وهي الدعاء.
إخوة الإيمان والدعاء هو سهام الليل يطلقها القانتون، وهي حبل ممدود بين السماء والأرض يقدره حق قدره عباد الله المخلصون.