للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحجاب واللِّحى، وعدمُ إسبالِ الثيابِ بقايا من تراث العصورِ المتخلِّفةِ {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (١).

ألا ويحَ الذين يُحبون أن تشيعَ الفاحشةُ في الذين آمنوا، وما أولئك بنصَحَةٍ للأمة، ولا أوفياءَ لتاريخِهم وعقيدتِهم، وحسبهُم وعيدُ الله {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٢).

إخوة الإيمان: ومن المصابيح المضيئةِ للفضيلةِ - والداعيةِ لمحاصرة الرذيلةِ كتابٌ خرج أخيرًا بعنوان «حراسة الفضيلة» وهو من تأليف العالمِ الفاضل الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، بارك اللهُ في علمِه وعمرِه وجزاهُ عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء، والكتابُ جُهدٌ مؤصِّل لقضايا الحجابِ وما يدور حولَه من اختلاطٍ وتبرُّجٍ وسُفورٍ وما قيلَ عنه مِن قِبَل الأدعياء أو المتعالِمين، يُفحِمُ الخصومَ بالحجة، ويحاصِر بالدليل المقنع من الكتاب والسُّنة والإجماعِ والقياس، لمن يبحث عن الحقِّ ويتحرَّى الدليلَ. لقد أدرك الشيخ (حفظه الله) الحاجةَ إلى تأليف هذا الكتابِ، في مثل هذا الزمنِ الذي تكاثرت فيه الطّروحاتُ، وتداخلت المُغرياتُ والمفسداتُ وكاد الحقُّ أن يختلط بالباطل، وزُلزل أهلُ الإيمان، من الرجال والنساءِ، ونطقَ السفيهُ وتكلَّمت الرُّويبضةُ وكثُر المفتون، ومما قاله في مقدمة الكتاب: إذًا لا بد من كلمةِ حقٍّ ترفعُ الضيمَ عن نساءِ المؤمنين، وتدفع شرَّ المستغربين المعتَدِين على الدين والأمةِ، وتُعلن التذكيرَ بما تعبَّدَ اللهُ به نساءَ المؤمنين من فرضِ الحجاب، وحفظِ الحَياءِ والعِفَّة والاحتشام والغيرةِ على المحارم، والتحذير مما حرَّم اللهُ ورسولُه من حربِ


(١) سورة الكهف، الآية: ٥.
(٢) سورة النور، الآية: ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>