للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهديةٍ قيمةٍ، وربّما مَنَّ عليهم بالذهاب بهم إلى قضاء حوائجِهم، أو زيارة أقاربهم، بينما تراه يتهللُ مع الأصحابِ ويفرح بخدمةِ الزملاء، وهنا غفلةٌ في مسئولية الدعوةِ في العشيرة والأقربينَ، وغفلةٌ عن احتسابِ الأجرِ لخدمةِ الأهل، والله يقول: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} (١) فإذا كان هذا الخطابُ قيل لمن أُرسلَ للعالمين، فكيف بغيره؟ ! والنبيُّ صلى الله عليه وسلم حين سأله سائلٌ وقال: من أبرّ؟ قال: «أُمك» قال: ثم مَنْ؟ قال: «أُمك» قال: ثم مَن؟ قال: «أُمك» قال: ثم مَنْ؟ قال: «أبوك» .. وبشكل عام، فالأقربون أولى بالمعروف، فهل يصحُّ مع هذه النصوص أن يُقدِّمَ بالدعوة والخدمةِ الآخرون على الوالدين والأقربين؟ ! إنها لفتةٌ وهمسةٌ لا تعني التقليلَ من الجهود الطيبةِ مع الآخرين .. لكن مراعاةِ الأقربين وتوجيهِ العنايةِ بمن يُظلُّهم سقفٌ واحدٌ من الأبوين والإخوةِ والأخواتِ.

وبكلِّ حالٍ، فالدعوةُ لنا جميعًا بقوله تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} (٢).


(١) سورة الشعراء، الآية: ٢١٤.
(٢) سورة التحريم، الآية: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>