وباختصار؛ ليسأل كلٌّ منا نفسَه بماذا يُفكِّر في هذه الإجازة، وما نصيبُ الآخرةِ؟ كيف تُقْضى الأوقاتُ، وتُنفقُ الأموالُ، وتحفظُ الطاقاتُ؟ إن أوقاتَنا وأموالَنا، وطاقاتنا أمانةٌ، وسوف نُسأل عنها.
إخوةَ الإسلام: وهناك ملاحظةٌ لا بد أن نَعِيَها، وهي تتعلّقُ بمحاضنِ التربيةِ، فمن المعلوم أنَّ المدرسةَ والبيتَ من محاضِن التربيةِ المهمةِ لأبنائنا وبناتِنا، وللحقِّ يُقال: إن المدرسةَ عونٌ للبيوت على تربية الأبناءِ والبناتِ - وذلك حين يتوفَّر معلِّمون ومعلِّماتٌ يُدركون واجبَهم في التربية وتهذيبِ السلوكياتِ ورعاية الأخلاقِ، بل ربما قيل: إن بعضَ البيوتِ تقومُ مسئوليةُ التربيةِ فيها على المدرسةِ وحدها. لكن المدرسةَ تُغلقُ الآن، فما حالُ التربيةِ في البيوت حين تنفرد في التربية؟ وهنا يقال: إن البيوتَ تتعاظمُ مسئوليّتُهَا، وربما انكشفتِ البيوتُ الضعيفةُ في التربية في حال غيابِ توجيهِ المدرسةِ، فأصبح الأبناءُ، وربما البناتُ، عالةً على المجتمع بالتجمعات الفارغةِ، والسهراتِ الصاخبةِ، والرحلاتِ الخارجيةِ، والسفرياتِ غيرِ المنضبطةِ، أو بكثرةِ خروج النساءِ إلى الأسواق دونما حاجةٍ، أو بقضاء معظمِ الوقتِ عبرَ سماعةِ الهاتف .. إنّ على رُعاة البيوتِ أن يُدركوا واجبَهم حين يغيبُ دورُ المدرسةِ، فهم أساسٌ في التربيةِ، والمدارسُ مكملةٌ لهم وليست بديلًا عنهم.
أيها المؤمنون: وحين يكون الحديثُ عن دورِ البيوتِ وأثرِها في التربية، فلا ينبغي أن نحمِّل المسئوليةَ كاملةً على الآباءِ والأمهاتِ، بل وعلى الأبناءِ والبناتِ الكبارِ كِفْلٌ من هذه المسئوليةِ لمساعدةِ آبائهم وأمهاتِهم .. وهنا عِتابٌ لطيفٌ أو همسةُ نُصْحٍ تُقال للشباب الملتزمِ والشاباتِ الملتزماتِ الذين يَضعفُ أثرُهم، أو يقلُّ عطاؤهم في بيوتِهم، إن من المؤسف - حقًّا - أن عددًا من الشباب يمتدُّ نفعُهم إلى كلِّ أحدٍ إلا أهلَ بيتهِ وعشيرتِه، فتراه يبخلُ عليهم بجلسةٍ نافعةٍ أو