ويسدّوها، ويتعرفون على المقصِّرين في الصلاة فيهدون لهم النُّصحَ والتوجيهَ؟ هل تنظِّم الجهاتُ الرسميّةُ - على الأقلِّ في الصيف - دوراتٍ نافعةً للأطفالِ وأخرى للشبابِ، وثالثةً للنساء، ورابعةً لإخواننا الوافدين، لتعليمهم ما يحتاجون إليه؟
إن على الأئمة كِفْلًا من المسئولية للتفكير في عدد من الوسائل تَندرجُ ضمن رسالةِ المسجد، والتنسيقِ مع جهة الاختصاص فيما يحتاج إلى تنسيق، وعلى جماعة المسجدِ أن يكونوا عونًا له، فالتعاون على الخير مطلبٌ، وهو أساسُ النجاح، وإن المساجدَ أهلٌ لأن تكونُ مناراتِ توجيهٍ وإرشادٍ في الأحياء، فهل أدّتِ المساجدُ دورَها في الأحياء؟ وهل تنتهي مهمةُ المسجد عند قضاءِ الصلواتِ؟ مع عِظَمَ هذه الشعيرة، ولكنّ صلاةَ الجماعةِ والتِقاءَ المسلمين كلَّ يومٍ خمسَ مراتٍ حَرِيٌّ بأن يُستثمرَ لنشر الخيرِ وسدِّ الحوائج والنهي عن المنكر.
ولقد كان مسجدُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم متعددَ الأغراضِ والنفع، فيه كان يقيم الغرباءُ، وبه كان يُداوي الجرحى، وبه يُربطُ الأسراءُ، وبه يُنفقُ على الفقراء، ومنه تنطلق راياتُ الجهادِ، وبه تُعقدُ حِلَقُ العلم، وبه يَتشاورُ المسلمون فيما يحتاجون إلى مشورة، بل وبه يُنشدُ الشعرُ دفاعًا عن الإسلام، وبه كانت تَأوي النساءُ اللائي أسلمن من أحياء العربِ ولم يَجدنَ مأوىً غير المسجد (١).
إلى غير ذلك من مهام جليلةٍ - انحسر معظمُها في مساجدنا اليوم وهي محتاجةٌ إلى البعث والتجديد.
إخوة الإيمان: وما أروعَ الأمرَ حين يكون مسجدُ الحيِّ ملتقى للناشئة، من خلاله يقرؤون ويتحلَّقون ويتعلَّمون، ومن خلاله يتسابقون ويتنافسون .. فيصطبغُ