للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قلوبهم حبُّ المساجدِ منذُ الصِّغر، ويعلمون آدابَ المسجدِ، وأحكامَ الصلاةِ، ونحوَها من معارفَ وآدابٍ وأخلاقٍ.

إن أحياءَ رسالةِ المسجدِ مسئوليةٌ لا يتحمّلُها الإمامُ وحدَه - وإن كان دورُه كبيرًا - بل هي مسئوليةُ جماعةِ المسجد، ومسئوليةُ الجهاتِ المسئولةِ عن المساجد .. ويوم أن تتضافرَ الجهودُ، فيبذلُ العالمُ من علمِه، ويشاركُ المربي في تربيته، وينفق الغنيُّ من ماله، ويشارك أهلُ الرأي برأيهم .. يومها سيغدو للمسجد شأنٌ آخر، وستتخرج أجيالٌ من المسجد كما تخرَّجت الأجيال الأولى، وسينعم أهلُ الحيّ بالهدوء والسكينةِ، وتنتهي التجمعاتُ الفارغةُ، والعبثُ بالسيارات وإيذاءُ المارّة.

إنها دعوةٌ لتفعيل دورِ المسجد لأكثر من غَرَض، فهل نبدأُها من هذه الإجازة؟

إخوة الإسلام: ومجالاتُ الخير أو فُرَصُ استثمار الوقتِ في هذه الإجازة كثيرةٌ متنوعةٌ - وما مضى قليلٌ من كثير - فالتفرغُ لحفظ كتابِ الله أو شيءٍ منه في هذه الإجازة مطلبٌ نفيسٌ .. والمطالعةُ في كتب العلم النافعةِ وتحصيلُ العلم مع الإخلاص قربةٌ إلى الله - وهو مما تُحفظُ به الأوقاتُ. والمساهمةُ في الدعوة إلى الله، إن في الحيِّ، أو في القرى النائيةِ، أو في بلادِ المسلمين القريبةِ أو البعيدةِ .. كلُّ ذلك جهادٌ في سبيل الله ودعوةٌ إلى دينه، والمساهمةُ في المراكزِ الصيفيةِ إشرافًا أو مشاركةً بهدف الإصلاح والاستصلاحِ كذلك يُعدُّ ثغرةً من ثغراتِ الدعوة، يحتاج إلى احتسابٍ وتجديد في الوسائل، واستصحابُ المسافر معه مجموعةً من الكتيبات، والأشرطةِ النافعة وتوزيعُها على المحتاجين عملٌ طيبٌ، وله آثارُه النافعةُ بإذن الله، وحين يقوم الشابُّ في العمل وظيفيًا، أو بيعًا وشراءً في هذه الإجازة لتأمين حوائجه والاستغناءِ عن المسألة .. بل والتفكير لإحصان نفسِه بالزواج مستقبلًا .. كلُّ ذلك رجولةٌ وشهامة، وقد كان خِيرةُ

<<  <  ج: ص:  >  >>