للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبادَ الله: ومن أقوى العللِ للإعراض عنِ الزواج، تفشّي أوبئة السُّفور والتبرُّج والاختلاط؛ لأن العفيفَ يخاف من زوجةٍ تستخفُّ بالعفاف والصّيانة، والفاجرُ يجد سبيلًا محرَّمًا لقضاءِ وَطَرِه متقلبًا في بيوت الدَّعارة - نسألُ اللهَ العافيةَ لنا ولإخواننا المسلمين - ومن هنا قال العارفون: إن مكافحةَ السَّفور والتبرُّج والاختلاطِ واجبٌ لمكافحةِ الإعراض عن الزواج (١).

معاشرَ الشبابِ - وإذا استطعتمُ الباءةَ - فلا تتردَّدوا في الزواج مخافةَ الفقر من جَرّاءِ الزوجةِ والعِيال، فسوف يُغنيكم اللهُ من فضلِه، وفي التنزيل: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٢).

معاشرَ الشباب: إن خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم لكم يحمل الدعوة ويفسر الهدف ويضع البديل والوجاء «يا معشر الشباب منِ استطاعَ منكم الباءةَ فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصومِ؛ فإنه له وِجَاءٌ» (٣). وفي حديث آخر: «تزوّجوا؛ فإني مكاثِرٌ بكم الأُممَ، ولا تكونوا كرهبانية النصارى» (٤).

معاشرَ الأولياء: وأنتم مخاطَبون، بل مأمورونَ من اللهِ بإنكاح الأيامى - وهم من لا أزواجَ لهم من رجالٍ ونساء ثيِّباتٍ وأبكارٍ (٥)، يقول تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ} (٦).

الوقفة الثالثة: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} (٧).


(١) د. بكر أبو زيد: حراسة الفضيلة ١٢٠، ١٢١.
(٢) سورة النور، الآية: ٣٢.
(٣) متفق على صحته.
(٤) هو في «صحيح الجامع الصغير» (٢٩٣٨).
(٥) السعدي «تفسير كلام المنان» ٥/ ١١٤.
(٦) سورة النور، الآية: ٣٢.
(٧) سورة النور، الآية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>