ذلك فإنك لتعجبُ غايةَ العجبِ حين ترى كهلًا أو شيخًا كبيرًا لا يزال يُتبعُ النظرةَ النظرةَ، ويحقِّقُ النظرةَ في مواطنِ الزينةِ والشهوة في المرأةِ، مع أن لديه ما يُغنيه ويقضي وطَرَه - لكنها الفتنةُ وضعفُ الدِّيانة - نسألُ اللهَ يَعصمَ هؤلاء ويكفيَهم بما رزقهم، كما نسألُ اللهَ لنا ولإخواننا المسلمين السلامةَ من الفتن، ومنكراتِ الأقوالِ والأفعال.
أيها المسلمون: وهكذا يواجهُ الإسلامُ مشكلةَ الفتنةِ لشهوةِ الفروج مواجهةً عمليةً، فيُرشدُ عمومًا إلى غضِّ الأبصار، وحفظِ الفروجِ، ويأمرُ القادرين بالزواج لتتمَّ لهمُ العفةُ والحصانةُ المشروعةُ، وليحقِّق بالزواج المقاصدَ العظيمةَ، ويوجِّه العاجزين عن الزواج لأيّ سببٍ من الأسباب إلى الاستعفاف، حتى تتهيأَ لهم فرصُ الزواجِ. ويمنعُ من مقارفة وسائلَ أخرى كالزنا واللواط ونحوِها، ويحيط ذلكَ بأوصافِ الفاحشةِ والآثام وانتكاسِ الفِطر، في حين أنه يُثيبُ على قضاء الشّهوة في إطارها المشروع، ويَجزي بالحسنى على غَضِّ الأبصار وحِفظِ الفروج، فهل تَرون تنظيمًا يُداني أو يقاربُ هذا التنظيمَ الربانيَّ؟ ألا إنه يَستحقَّ الاستجابةَ، ويدعو وبواقعيتِه إلى العِفَّة والفضيلة.