للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لائقٍ، قاتلهم اللهُ أنىَّ يُؤفَكون {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (١).

عبادَ الله: واليومَ ماذا يجري في مقدونيا (ضدِّ المسلمين)؟

لقد جرَتِ اتصالاتٌ بين السلطاتِ المقدونية والسلطات الصِّربية لرسم الحدودِ بين البلدين - دون اعتبارٍ للمسلمين - ثم أُثِيرَ المسلمون أكثرَ حين جرى اتصالٌ آخرُ لترسيمِ الحدودِ مع كوسوفا، وهنا عارضَ المسلمون الألبانُ لأن هذه المنطقة يسكنُها الألبان، وهناك علاقاتٌ وقَراباتٌ أُسَرية، ومصالحُ مشتركة بين ألبانِ مقدونيا وألبان كوسوفا .. وكأن النصارى أرادوا قَطْعَها فثارت ثائرةُ المسلمين الألبان، ودعتِ الأحزابُ الألبانية في مجلسِ الشعبِ المقدونيِّ أن يتمَّ ذلك مع صربيا وليس مع كوسوفا، كما وجدوها فرصةً للمطالبةِ بحقوقِهم المهضومةِ مثلَ السماح لهم بالدراسةِ باللغة الألبانية، وتغييرِ الدستورِ المقدونيِّ بجعل الألبان شعبًا دستوريًا (له مشاركة في الدستور)، السماح بزيادةِ عدد الألبان في الدوائرِ الحكومية، ومَنْحِ الجنسية لمن لم يُمْنَحْ منهم، والقيامِ بتعدادِ السكانِ لمعرفةِ نسبةِ الألبان الحقيقيةِ والتعاملِ معهم وَفْقَ هذه النسبةِ، إلى غيرِ ذلك من مطالبَ لم تأبَهْ حكومةُ مقدونيا بها، بل أخذت تسيطرُ على بعضِ القرى المسلمة على الحدودِ بين مقدونيا وكوسوفا.

وحين أحسَّ المسلمون بالضَّيْم والخطرِ يداهمُهم شكَّلوا (جيش التحرير الوطني الألباني) وهو تحت قيادةِ رجل تخرَّج من المدرسةِ الإسلامية بمقدونيا.

وقبلَ عيدِ الأضحى عام ١٤٢١ هـ بدأت المصادماتُ وأُعلِنت حالةُ الطوارئ في البلادِ، وتقدَّم جيشُ التحرير في (تتوفا) على الجبال المجاورةِ للمدينة حتى


(١) سورة الصف، الآية: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>