(ألكساندرُ) أنْ يكونَ مسلمًا! بل شُغفَ حُبًا بهذا الدِّينِ حتى أنه تعلَّمَ الصلاةَ وحفِظَ بعضَ سُوَرِ القرآنِ، وتعلَّمَ الأذانَ، وقرأَ شيئًا عنِ التاريخِ الإسلاميِّ، وتعلَّمَ بعضَ الكلماتِ العربيةِ.
كلُّ هذا -كما يقولُ الخبرُ- دونَ أن يلتقيَ بمسلمٍ واحدٍ، ثمَّ قرَّر أنْ يكونَ اسمُه الجديدُ (محمدَ بنَ عبدِ الله) تيمُّنًا بالرسولِ صلى الله عليه وسلم الذي أحبَّه منذُ نعومةِ أظفارهِ.
إنها الفطرةُ هُديَ لها هذا الغلامُ الأمريكيُّ .. وفَضلُ اللهِ أدركَهُ فتخلَّصَ منْ ظلماتِ الكفرِ، وانحرافاتِ النصرانيةِ أو اليهوديةِ وسواهما .. ونسألُ اللهَ لهُ ولغيرهِ منَ المسلمينَ الثباتَ على الحقِّ.
إخوةَ الإسلامِ! ولا يزالُ العجبُ يُحيطُ بقصةِ هذا الغلامِ، ولا يدري المطّلعُ على قصتِهِ أيعجبُ منْ عصاميَّةِ هذا الشابِّ وقوةِ إرادتهِ وقدرتهِ على اتخاذِ هذا القرارِ بالإسلامِ في وسطٍ اجتماعيٍّ لا يعترفُ بالإسلامِ وإنْ أعطتْهُ أمُّه حريّةَ الاختيارِ، أمْ يعجبُ المطّلِعُ كذلكَ منْ فهمِ الغلامِ لهذا الدِّينِ الجديدِ وحبِّه لهُ واعتناقِه لهُ رغمَ الصعوباتِ التي تواجههُ .. وفي إجاباتِ هذا الغلامِ ما يكشفُ الحقيقةَ أكثرَ .. فعندَ سؤالِه منْ أحدِ المسلمينَ المقابلينَ لهُ: ما هيَ الصعوباتُ التي تعاني منها لكونِكَ مُسلمًا في جوٍّ غيرِ إسلاميٍّ؟ أجابَ الغلامُ بكلِّ أسفٍ وحسرةٍ: تفوتُني بعضُ الصلواتِ في بعضِ الأحيانِ بسببِ عدمِ معرفتي بالأوقات!
يا سبحانَ الله! غلامٌ حديثُ العهدِ بالإسلامِ، وفي بيئةٍ غيرِ مسلمةٍ يتحسَّرُ على فواتِ وقتِ الصلاةِ -أحيانًا- وعذرُهُ عدمُ معرفةِ الوقتِ، وليسَ تهاونًا أو كسلًا! فبماذا يا تُرى يُجيبُ من يتأخَّرونَ عنِ الصلاةِ، وربما فاتتْهمْ في عددٍ منَ الأوقاتِ .. وهمْ يسمعونَ الأذانَ ويرَوْنَ المسلمينَ وهمْ يصلُّونَ، بلْ وهمْ كبارٌ