وفي بيئةٍ إسلاميةٍ تأمرُنا بالصلاةِ وتدعو إليها؟ ! إنَّه الكسلُ وضعفُ الهممِ وغلبةُ الهوى ونزغُ الشيطانِ .. إلا مَنْ كانَ معذورًا بسفرٍ أو مرضٍ.
وهمَّةٌ أخرى .. بل صبرٌ على تكاليفِ الإسلامِ، وتحدٍّ لغيرِ المسلمينَ يبرزُ في قصةِ هذا الغلامِ وهو يُسأَلُ: هلْ صمتَ رمضانَ؟ فيبتسمُ ويقولُ: نعمْ لقد صمتُ رمضانَ الماضيَ كاملًا والحمدُ للهِ، وهيَ المرةُ الأُولى التي أصومُ فيها .. ثمَّ يواصلُ حديثَهُ قائلًا: لقدْ كانَ الصيامُ صعبًا عليَّ خاصةً في الأيامِ الأُولى، ولقدْ تحدَّاني والدي أنني لنْ أستطيعَ الصيامَ، ولكني صُمتُ، ولم يُصدقْ ذلكَ.
وحين سُئلَ الغلامُ المسلمُ عن أُمنيتهِ في الحياةِ أجابَ: عندي العديدُ منَ الأمنياتِ ومنها حفظُ القرآنِ! وتعلُّم لغةِ القرآنِ، وقالَ: أتمنَّى أنْ أذهبَ إلى مكةَ وأقبِّلَ الحَجَرَ الأسودَ! هنا تدخلتْ أمُّه قائلةً: إنْ غُرفةَ ابنِها مملوءةٌ بصُوَر الكعبةِ، وأضافتْ: إنَّ إيمانَ ابنِها بأمورِ الإسلامِ عميقٌ إلى درجةٍ قدْ لا يُحسُّ بها أو يتصوَّرُها الآخرونَ!
ثمَّ استطردَ الغلامُ قائلًا: إنني أحاولُ جمعَ ما تبقَّى منْ مصروفيَ الأسبوعيِّ لكيْ أتمكَّنَ منَ الذهابِ إلى مكةَ المكرَّمةِ يومًا ما .. لقد سمعتُ أنَّ الرحلةَ إلى هناك تكلِّفُ أربعةَ آلافِ دولارٍ تقريبًا، ولديَّ الآنَ منها ثلاثُ مئةِ دولارٍ .. ثمَّ علَّقتْ أمُّهُ والعاطفةُ تغالبُها لتحقيقِ أمنيةِ ابنها، تقولُ: ليسَ عندي أيُّ مانعٍ منْ ذهابهِ إلى مكَة، ولكنْ ليسَ لدينا المالُ الكافي لإرسالهِ في الوقتِ الحالي.
ومرةً أخرى: فرْقٌ بينَ هذا الغلامِ حديثِ الإسلامِ في تطلُّعِه وشوقِه إلى زيارةِ البيتِ الحرامِ وأداءِ مناسكِ الحجِّ والعمرةِ .. وبينَ نفرٍ من المسلمينَ قدْ يكبرونهُ سنًّا، وقدْ يتوفَّرُ لهمْ ما يَحجُّونَ بهِ ويَعتمرونَ، ولكنهمْ مَعَ الأسفِ عنْ كلِّ ذلكَ غافلونَ!
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute