للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخي المسلم! أيُّها المتهاونُ في الصلاةِ! وهلْ تدري عنْ قصةِ هذا الغلامِ مَعَ الصلاةِ في وقتِ الدراسةِ وفي مجتمعٍ لا يُقيمُ للصلاةِ وزنًا، بلْ يستنكرُها ويستنكرُ مَنْ يؤدِّيها؟ ! لقد سُئلَ هذا الشابُّ المسلمُ: هلْ تُصلي في المدرسةِ؟ فأجابَ: نعم، وقد اكتشفتُ مكانًا سريًّا في المكتبةِ أصلِّي فيهِ كلَّ يومٍ!

وتابعَ المتحدِّثُ مَعَ هذا الشابِّ يقولُ: وحانَ وقتُ صلاةِ المغربِ وأنا أتحدَّثُ معهُ، فنظرَ إليَّ قائلًا: هلْ تسمحُ لي بالأذانِ؟ ثمَّ قامَ وأذَّنَ، في الوقتِ الذي اغرورقت وقتْ فيهِ عينايَ بالدموعِ!

إنها العزّةُ بالإسلامِ، والفرحُ بذكْرِ اللهِ يُرفَعُ، والاستعدادُ للصلاةِ والتفرغُ لها مهما كانَ نوعُ الارتباطِ دونَ مجاملةٍ أو استحياءٍ في دينِ اللهِ!

إخوةَ الإسلامِ: وأختمُ الحديثَ عنْ واحدةٍ من أُمنياتِ هذا الغلامِ الأمريكيِّ المسلمِ، تنمُّ عنْ وَعْيِه بحقوقِ المسلمينَ ومقدَّساتِهمْ، ووعيِه كذلكَ باعتداءِ اليهودِ واغتصابِهمْ، فقدْ ذَكَرَ منْ أمانيهِ أن تعودَ فلسطينُ للمسلمينَ، فهيَ أرضُهمْ وقد اغتصبَها اليهودُ منهمْ .. ولمْ يَثنِه عنْ هذا الرأيِ خلافُ والدتهِ لهُ .. بلْ قالَ: أمِّي لمْ تقرإِ التاريخَ، ولوْ قرأتْه كما قرأتُ لعرفتْ كما عرفتُ!

إنها عقليةٌ مسلمةٌ شابةٌ يُرجى لها مستقبلٌ زاهرٌ عسى اللهُ أنْ ينفعَ بهِ الإسلامَ والمسلمينَ، وأنْ يهديَ مَنْ ضلَّ إلى الصراطِ المستقيمِ، أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (١).


(١) سورة الأنعام، الآية: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>