شاهقاتِ الجبالِ أوْ في بطونِ الأوديةِ والشِّعابِ، وكما يُولَدُ أناسٌ بجوارِ البيتِ الحَرامِ فقدْ يولَدُ آخرونَ في أرضِ المادِّيَةِ الغربيةِ .. أوْ في قعرِ اليهوديةِ والنصرانيةِ، أو في الأراضي الشرقية، حيثُ الإلحادُ والشيوعيةُ.
إنه ميلادٌ ليسَ لهُ سببٌ واحدٌ محدَّدٌ، فلعلَّ السببَ في مولدِ الهدايةِ والاستقامةِ موعظةٌ صادقةٌ، أو موقفٌ مؤثِّرٌ، أو قراءةٌ في كتابٍ نافعٍ، أوْ سماعٌ لشريطٍ مؤثِّرٍ، أو لعلَّ السببَ يكونُ خليلًا ناصحًا، أو دعوةً في ظَهْرِ الغيبِ، أو رؤيا في المنامِ .. أو غيرَ ذلكَ منْ عواملِ الهدايةِ بإذنِ اللهِ تعالى.
يا أخا الإسلام: ما أغلى هذا الميلادَ وما أسعدَ الفردَ بهِ، وكمْ منْ أناسٍ عاشُوا فترةً منْ حياتِهمْ في البؤسِ والشقاءِ، ولربَّما ظنُّوا أنَّ الناسَ كلَّهمْ كذلكَ .. بلْ وأنَّ الحياةَ كلَّها تسيرُ على هذهِ الوتيرةِ، فلمّا هداهمُ اللهُ واستنشقُوا عبيرَ الإيمانِ أدركوا نعمةَ اللهِ عليهمْ في الحاضرِ .. وأدركوا ما كانوا فيهِ منْ جحيمٍ في الماضي.