غريبٌ! تختلطُ فيهِ أصواتُ السكارى مَعَ آهاتِ الحيارى، لا تسألني: ماذا فعلتُ هناكَ؟ لقدْ فعلتُ كلَّ شيءٍ إلا الصلاةَ والقرآنَ، فلمْ يكنْ في البرنامجِ المعدِّ وقتٌ لهما!
لقد مرَّ الوقتُ سريعًا ولمْ يبقَ على انتهاءِ الرحلةِ إلا يومٌ واحدٌ، وكانَ منْ فقراتِ حفلِ التوديعِ اختيارُ الشابِّ المثاليِّ في الرحلةِ، ووقعَ الاختيارُ عليَّ، وكانَ الوسامُ صليبًا ذهبيًّا، ولا غرابةَ! فعددٌ منَ المشتركينَ معنا في هذهِ الرحلةِ نصارى. فكّرت وقدّرتُ لماذا اختاروني وَحْدي وهناكَ الكثيرُ ممّنْ هو على دينِهمْ .. ألأنِّي مسلمٌ اختاروني؟
توالتِ الأسئلةُ في ذهني وترددتْ حيرتي، وزادَ عَجَبي، وهنا في هذا الموقفَ تذكرتُ أبي وصَلاتَه، وأمّي وتسبيحَها، وخطيبَ الجمعةِ وتحذيرَه منَ السفرِ للخارجِ .. بلْ قفزَ إلى ذِهْني رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وكأنَّهُ يزجرُني ينهى عنْ مّا وصلتُ إليهِ.