الأكثريةَ منا مشغولةٌ بغيرِها ومتناسيةٌ لنفسها؟ ومَنْ منَّا زاد في عبادتِه لربِّه والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول:«العبادةُ في الهَرْج - يعني القتل والفِتَن - كهِجْرة إليّ»، ودَعُونا نطرحُ السؤالَ التالي وعليه يُقاسُ غيرُه على كلِّ واحدٍ منا: هل ما قرأتَ من كتابِ الله - في هذه الأيام - أكثرُ، أم ما قرأتَ من الصُّحف وتابعتَ من القَنَوات؟ وهل شكَوْنا إلى ربِّنا وتضرَّعْنا أم نسينا وقسَتْ قلوبُنا؟
وأنا هنا لا أَدعو إلى قلَّةِ الوعي .. ولكني أُشيرُ إلى خلَلٍ في التوازن بين الواجباتِ والمستحبَّات .. وإلى الاستجابةِ للعواطفِ أكثرَ من عملِ الصالحاتِ الباقيات - والتي بها تُدفَعُ الفتنُ وتُكشفَ النوازلُ والكُرُبات، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١).
ومما يلفت النظرَ أنه برَغمِ التشويهِ الذي حصل للعربِ والمسلمين إلا أن الإسلام بات ينتشرُ في أوساطِ غير المسلمين، ونقرأُ ونسمعُ هذه الأيامَ أن الغربيين أقبلوا على نَسْخِ المصاحفِ يطالعون في القرآنِ ونَفِدَت - أو كادت - الكتبُ التي تتحدَّث عن الإسلام، ومن يدري فقد تكون هذه الأحداثُ بدايةَ انطلاقةٍ كبرى للإسلامِ والمسلمين، فهل يستثمرُ المسلمون ذلك لصالحِ إسلامِهم ودعوتِهم.
٢ - السعيُ لإصلاحِ الآخرين وذلك بالدعوةِ إلى الله بكلِّ وسيلةٍ ممكنةٍ ومع كل طبقةٍ: الصغارِ والكبارِ، الرجالِ والنساءِ، الأغنياءِ والفقراء، المُثقَّفينَ والأُميِّين، داخلَ الحدودِ وخارجَها، وبالعربيةِ أو بغيرِها، وفي هذا الصددِ لابدَّ من إشعارِ المسلمين جميعًا أن قضيةَ الإسلام مسؤوليةٌ مشترَكةٌ لا يُعفَى أحدٌ من