ولاشكَّ أن أُمةَ الإسلام اليومَ تُمتحَنُ بتكالُبِ الأعداء عليها، وهي أمامَ تحدٍّ كبيرٍ تمارسه القُوى الكافرةُ ضدَّها، وهذه القوى حريصةٌ على إحداثِ الشِّقاق داخلَ الأمةِ المسلمةِ بين شعبٍ وشعب، بل داخلَ الشعب الواحدِ بين فئاتِه وأطيافِه ومؤسَّساتِه .. فهل يدركُ المسلمون هذا التحدِّي ويؤجِّلوا خلافاتِهم - ولو على الأقلَّ إلى حينٍ - ما دام العدوُّ المشترَكُ شاهرًا سلاحَه، إن تمزيقَ الأُمةِ المسلمة باللسانِ أو بالسِّنان لَمِن أعظمِ المخاطر التي يتحمَّلُ الغيورون المدرِكون للعواقبِ مسؤوليةَ دفعِها في ظلِّ هذا التوتُّرِ في المشاعرِ والعواطف.
ولا يَسُوغ بحالٍ أن نُخدعَ وننقلَ المعركةَ إلى داخل بلادِ المسلمين، فإنَّ ذلك يُسَرُّ له الأعداءُ، بل هو نجاحٌ نصنعُه لهم دون ثمن.
أيها المؤمنون: إنَّ التوظيفَ الصحيح للأحداثِ الواقعةِ اليومَ والمتوقَّعةِ غدًا يكون بعدَّة وسائلَ وبرامجَ وخططٍ مدروسةٍ، ومن ذلك:
١ - إصلاحُ الذات، والنظرُ في العيوب، والتوبةُ من الذنوب، وإخلاصُ العمل وتجريدُ التوحيدِ لله ربِّ العالمين .. فكم غَفَلْنا وكم أسرفْنا على أنفُسِنا بالمعاصي، وهذه الأحداثُ والفتنُ النازلة مؤشراتٌ لأخطائِنا وذنوبِنا، وهي امتحانٌ لتوبتِنا ويَقَظتِنا، واللهُ تعالى في كتابِه الكريم يربطُ بين الذنوبِ والمصائبِ ويقول جلّ ذِكرُه:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}(١).
وعن علي رضي الله عنه:«ما نزل بلاءٌ إلا بذنْبٍ، ولا رُفعَ إلا بتوبةٍ» فيا تُرى مَنْ منّا راجع نفسَه وتاب إلى ربه: «وكلُّ ابنِ آدم خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّاين التوَّابون» أم أن