للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (١).

٤ - إخوةَ الإيمان: ومع حُسنِ الظنِّ لابدَّ من العملِ ولابدَّ من تحقيقِ الإيمانِ في واقع الحياة، ومن لطائفِ القرآنِ - لمن تأملَ - أن الوعدَ بالنصرِ والعزةِ والنجاةِ لم تُعلَّقْ بمن اتَّصفَ بالإسلام فقط، بل خُصَّ ذلك بأهل الإيمان - والإيمانُ درجةٌ فوقَ الإسلام - وتَجِدُون مِصداقَ ذلك في مثلِ قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} (٢) {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٣) {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (٤) {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٥).

أيها المسلمون: إن أمةً تعيشُ حالةَ الحربِ الشاملةِ يجب أن تكونَ أبعدَ الناسِ عن اللهوِ واللعب .. وأنَّى لأمةٍ أن تواجهَ أعداءَها وهي بعدُ لم تنتصرْ على أنفُسِها ولم تتغلَّبْ على شهواتِها، هل يتحقَّقُ النصرُ لمن لا يأتون الصلاةَ إلا وهم كُسَالى، أو يَزعُمون أنهم يؤمنون بالكتابِ والسُّنة .. وإذا قيل لهم: تعالَوْا إلى ما أَنزلَ اللهُ وإلى الرسولِ رأيتَ الصدودَ والإعراض؟

هل يتحققُ النصرُ لمن يَدَّعي الإسلامَ وهو يُضمِرُ العداوةَ للمسلمين أو يَسخَرُ بشيءٍ من أوامرِ الدين؟ وهل يتحققُ النصرُ لمن لا يهتمُّ بأمرِ المسلمين ولا يُقدِّمُ النُّصرةَ والمَشُورةَ والدعوةَ والدعاءَ للمسلمين؟ وباختصارٍ فإذا تأخَّر النصرُ؛ فلأنَّ الأُمةَ بعدُ لم تصلْ إلى مستوى النصرِ ..


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٧٤.
(٢) سورة الروم، الآية: ٤٧.
(٣) سورة فصلت، الآية: ١٨.
(٤) سورة المنافقون، الآية: ٨.
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>