والشَّتاتُ واختلافُ الأفهامِ والاهتماماتِ، وحين يُفلحُ المسلمون في توظيفِ هذه الأحداثِ للتقارُبِ والأُلفةِ وتحقيقِ الأخوَّة الإسلامية والتعاونِ على البرِّ والتقوى فذاك مكسبٌ عظيمٌ للأمة .. إنه ليس من حقِّ الإسلام ولا من حقِّ المعركة أن ينشغلَ المسلمون بعضُهم ببعضٍ باللسان ولا بالسِّنان، وأخطرُ من ذلك أن يتأوَّل أحدٌ في قتلِ أخيه المسلمِ بتأويلِ أو غيرِه، وفي الحديث:«إذا الْتقَى المسلمانِ بسَيفَيهِما فالقاتلُ والمقتولُ في النار»، «لا تَرجِعوا بعدي كفارًا يضربُ بعضُكم رقابَ بعضٍ».
٧ - إخوةَ الإيمان: أيها العلماءُ والدعاةُ والخيِّرون والعقلاءُ، إن عليكم كِفْلًا كبيرًا في تطمينِ الناس وتهدأتِهم في أزمانِ الفتنِ والشدائدِ وفَتْحِ مجالاتِ العمل النافعةِ لهم ولأمَّتِهم، ونقلِهم من العواطفِ والطيش غيرَ المثمرِ إلى سلوكياتٍ نافعةٍ في العبادةِ والدعوةِ والعلمِ والعمل والتخطيطِ والابتكارِ والتربيةِ وتحمُّلِ المسؤولية .. فهذه وتلك طريقُ أمَّتِنا للنهوض .. وهي التي قادتْ أسلافَنا إلى التفوُّقِ والتميُّزِ على الآخرين.
٨ - عبادَ الله: ومع اهتمامِنا بكلِّ قضيةٍ للإسلامِ والمسلمين فلا ينبغي أن تُنسِينَا الأحداثُ الواقعةُ قضيتَنا الكبرى في فلسطين، لاسيما والصهاينةُ المعتدون حاولوا استثمارَ الأحداثِ لصالحهم فباتوا يقتلون ويخرِّبون ويُفسِدون .. وحين يكون حديثُ العالَم عن الإرهاب فينبغي أن يرتفعَ صوتُنا بإرهابِ اليهود والنصارى والوقوفِ مع إخوانِنا الفلسطينيين المظلومين، وحين تَذكُر إحدى المجلاتُ الأمريكيةُ أن (٥٨%) من الأمريكانِ يعتبرون تعاملَ أمريكا مع اليهودِ هو السبب فيما جرى لهم، فتلك فرصةٌ على المسلمين أن يستثمروها لصالحِهم لمزيدِ فَضْح اللُّوبي الصهيوني.