للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمسلمين، والله يقولُ في مُحكَم التنزيل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (١).

فينبغي أن لا نشكَّ في تقارُبِ الديانتينِ والجنسينِ - رَغْمَ ما بينَهم من خلافٍ - وتعاونِهما في ضربِ المسلمين.

وتقولُ الدراساتُ والبحوثُ: إن اليهود ساهموا في صياغةِ عقائدِ النصارى عبرَ القرون، وإنَّ عددًا من قادةِ النصارى يَرجِعون إلى أصولٍ يهودية، أو أصدقاءُ لليهود، من أمثالِ (كالفين) و (مارتن لوثر) وهما من زعماءِ حركاتِ الإصلاحِ الدِّيني في أوروبا - كما يزعمون - (٢).

بل يقال: إذا كان ستون بالمائةِ من الأمريكيين ٦٠% هم بروتستانت فإن خمسةَ عشرَ بالمائة - تقريبًا - من قُسُسِ البروتستانت الذين يُمارِسون الوعظَ يومَ الأحدِ في الكنائسِ النصرانية من اليهود! وأن البروتستانت يستعملون في صلواتِهم التوراةَ (العهد القديم) وأنهم - يعني النصارى - يؤمِنون بفكرةِ أرضِ الميعاد، وإعادةِ بناءِ الهيكل والوعدِ الإلهي لإسرائيل (٣).

أيها المسلمون: ونحنُ على أرض الواقع اليومَ نشهدُ التحالفَ والتآزُرَ بينَ اليهودِ والنصارى .. بل نشهدُ ما هو أسوأُ من ذلك في حصارِ المسلمين من قِبَلِ اليهودِ والنصارى .. ففي الأراضي المقدَّسةِ وعلى مَرْأى العالمِ كلِّه يُمارس اليهودُ الصَّلف والانتقامَ بأبشع صُوَرِهِ، مستغلِّين الأوضاعَ العالمية الراهنةَ، وتَدخُل الجرافاتُ المدنَ الفلسطينية لتهدمَ البيوتَ على مَن فيها مِن النساءِ


(١) سورة البقرة، الآية: ١٢٠.
(٢) اليهود والتحالف مع الأقوياء، د. السامرائي/ المقدمة ص ١٩، ٢٠.
(٣) اليهود والتخالف مع الأقوياء/ ١٩، ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>