للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكيف لا نفرحُ فيك يا شهرَ رمضانَ ونفرٌ من المسلمين تكادُ صِلتُهم بالقرآنِ مقطوعةً إلا في شهرِ رمضان! !

أجل لقد جَفّت مَآقِينا عن البكاء، فهل نجدُ فيك يا شهرَ الصيامِ باعثًا للبكاءِ من خَشْية الله؟

وطال سُباتُ نومِنا! فهل يكون شهرُ الصيام مُوقِظًا لقلوبِنا بالقيام، واختلط اللغوُ وكادت أصواتُ الخَنَا والغِناء أن تُصِمَّ الآذان، فهل تكونُ يا شهرَ الصيام سببًا لسلامةِ أسماعِنا؟ وتفنَّنَ الأعداءُ وأصحابُ الأهواء في إخراج الصُّورِ الفاضحةِ ليصدُّوا الناسَ ويَفتِنوهم - فهل يكون شهرُ رمضان سببًا في حفظِ أبصارِنا {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} (١).

معاشرَ الصائمين: إننا قبلَ الصيام وبعدَ الصيام مدعوُّون لأمرٍ عظيم هو غايةُ الصيام وحِكمتُه - وهو وصيةُ الله وكلمتُه - وسوقُه تَرُوج في الصيام أكثرَ من غيرِه، كيف لا وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢).

إن التقوى وصيةُ الله للأوَّلين والآخِرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} (٣).

وهي وصيتُه سبحانه لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ} (٤).


(١) سورة الإسراء، الآية: ٣٦.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٣.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٣١.
(٤) سورة الأحزاب، الآية: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>