للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَقْوى الله وصيتُه سبحانه للمؤمنينَ خاصةً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} (١).

وهي وصيتُه للناس كافةً: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} (٢).

وبالتقوى أَوصى محمدٌ صلى الله عليه وسلم على الدوامِ حيثما كان الزمانُ والمكانُ: ((اتقِ اللهَ حيثُما كنتَ)).

إنَّ تقوى اللهِ نورٌ في القلوب تظهرُ آثارُه على الجوارح .. إنها سببٌ للفلاح والنجاح {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٣)، ومنبعٌ للصلاح والإصلاح {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} (٤)، التقوى عِمادٌ للمؤمن في الدنيا وأَنيسُه في القبر، ودليلُه إلى جناتٍ ونَهَر.

تقوى الله حِصنٌ حَصِين في الأزَمات، وذخيرةٌ عند الشدائدِ والمُلِمّات، وتثبِّتُ الأقدامَ في المزالق، وتربطُ القلوبَ في الفتن .. إنها أعظمُ كنزٍ يملكُه ويحملُه الإنسانُ في الدنيا، وأعظمُ زادٍ يَرِدُ به على اللهِ يومَ المَعادِ {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} (٥).

أفلا تستحقُّ بضاعةٌ تلك بعضُ صفاتِها وآثارِها أن يُسعَى لها؟ فهذا أوانُها وذلك الشهرُ خيرُ مُعينٍ على تحقيقِها، كم يدخلُ علينا من رمضان ولم نمتحِنْ أنفسَنا على اكتسابِ التقوى، فهل يكونُ العامَ - بآلامِهِ وآمالِه - فرصةً أكبرَ للتفطُّنِ


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢.
(٢) سورة النساء، الآية: ١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ١٠٠.
(٤) سورة الأنفال، الآية: ٢٩.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>