أجوافِنا من القرآن؟ ولن يُعذِّبَ اللهُ قلبًا وَعَى القرآنَ، ومَن كان معه القرآنُ فلا أحدَ أكثرُ منه اغتِباطًا وعطاءً.
قال عبدُ الله بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ رضي الله عنهما: مَن قرأَ القرآنَ فقد أُدرِجَتِ النبوةُ بين جنبيهِ إلا أنه يُوحَى إليه، ومَن قرأَ القرآنَ فرأى أحدًا من خَلْق اللهِ أُعطِيَ أفضلَ مما أُعطِيَ فقد حَضَرَ ما عظّمَ اللهُ وعظَّمَ ما حَضَرَ اللهَ، وليس ينبغي لحاملِ القرآن أن يَجهَلَ فيمن يجهَلُ، ولا يَحِدُّ فيمن يَحِدّ، ولكن يَعفُو ويصفحُ (١).
ألا فاعرِفوا قَدْرَكم يا أهلَ القرآن - والبابُ مفتوحٌ من الهِمّةِ والصِّدق والإخلاص لمن أرادَ أن يكونَ من أهلِ القرآن. ومساكينُ من يُمْضُون في قراءةِ الجرائدِ ونحوِها - كلَّ يوم - أضعافَ ما يُمضُونَه لقراءةِ القرآن.
ومساكينُ من يقفون على أقدامِهم أو يَجلِسون على الأرائِكِ الساعاتِ الطوالَ - بأحاديثَ أقلُّ ما يقالُ عنها: إنها ليست ذاتَ فائدةٍ كبيرةٍ، ثم هؤلاء تراهم يتضايقون حين يَجلِسون دقائقَ معدودةً لقراءةِ القرآن؟
كم هو مؤلمٌ حين يُفرِّطُ الدعاةُ وطلبةُ العلم في وِرْدِهم اليوميِّ من كتابِ الله لأدنى الأسباب!
وكم هو مؤلمٌ حين تتقلَّصُ صِلةُ أقوامٍ بالقرآنِ من رمضانَ إلى رمضانَ أو من الجمعةِ إلى الجمعةِ؟ أو في المناسباتِ والاحتفالات؟ وكم هو مؤلمٌ حين تسمعُ لقراءةِ طالبٍ أو طالبةٍ في الجامعة .. وكأنه أعجميٌّ إذ يقرأُ القرآنَ، وأشدُّ من ذلك إيلامًا حين يقعُ اللَّحنُ في القرآنِ من المعلِّمين والمعلِّمات .. وكيف يَفقَهُ القرآنَ ويتدبَّرُه من لا يقيمُ حروفَه ويستقيمُ له نُطْقُه؟
إننا بحاجةٍ جميعًا إلى أن نراجعَ صِلَتَنا بالقرآنِ رجالًا ونساءً مُعلِّمين