للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبادَ الله: ومثلُ ذلك يُقال فيما يريدُه الأعداءُ للمرأةِ المسلمةِ، وإيحاءاتُهم للبسطاءِ أنَّ رقيَّ المرأةِ وتطوُّرَها لا يكون إلا بنزعِ الحجابِ والاختلاطِ بالرجال، وهدمِ كيانِ الأسرة، وما يستتبعُ ذلك من خططٍ ماكرةٍ وأساليبَ ملتويةٍ تجعلُ من الأسوَدِ أبيضَ، ومن القبيح حسنًا .. ولكن مما يُفرِحُ أن فِئامًا من المسلمين باتتْ تدركُ سرَّ وأهدافَ مخططاتِ الأعداء .. ويظلُّ المنافقون والعِلْمانيون في العالم الإسلامي معوِّقين للأُمةِ ومُرجِفين بها ورجعًا للصَّدَى في صيحاتِ أسيادهم، ولكنَّ شموليةَ الوعي واتساعَ دائرةِ الخير والأخيار، وتغليبَ صوت الحكمةِ والعقل، وشيوعَ مصطلَح الأصالةِ ونبذَ مصطلحِ التبعيّةِ، وبروزَ الوجهِ الكالح للحضارة الغربيةِ وقيَمِها المادية - لا سيما في هذه الأزْمةِ - كلُّ ذلك مُعِينٌ بإذنِ الله على تجاوزِ الأزمةِ، وثباتِ الأُمة .. لكن مع بذلِ مزيدٍ من الجُهد والدعوةِ وعدمِ الاتكالية، أو الاكتفاءِ بالتلاومِ والتحسُّر، بل شعارُ كلِّ مسلم {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (١) وبمفهومِ العبادةِ الشامل، ودليلُ كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ ((أنتَ على ثَغْرةٍ من ثَغراتِ الإسلام، فاللهَ اللهَ أن يؤتَى الإسلامُ من قِبَلِك ..

اللهمَّ اهدِنا وسدِّدْنا وباركْ في أعمالِنا وأعمارِنا وقِنَا شرَّ شِرارِ أعدائِنا.


(١) سورة الحجر، الآية: ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>