الهدى، وعليهم أُخِذَ الميثاقُ بالبيانِ وعدمِ الكِتْمان - ولكن ذلك لا يُعفِي غيرَهم من المسؤوليةِ والبيانِ ((فمنَ رأى منكم مُنكَرًا فليغيِّرْه بيدِه، فإن لم يستطعْ فبلسانِه، فإن لم يستطعْ فبقلبِه وذلك أضعفُ الإيمان)).
إن الناظرَ في واقعِنا اليومَ لَيُدرِكُ أن الأمةَ مستهدَفةٌ في عقيدتِها وقيمِها، بل وفي أصلِ وجودِها، والنائمون إذا لم يستيقِظوا على هذه الضَّرباتِ الموجِعةِ هنا وهناك فمتى يستيقظون؟ لا سيما وأعداءُ المِلَّةِ قد أعلَنُوها وقد رسموا فصولَها وحدَّدوا مراحلَ وأولوياتٍ لضرب العالمِ الإسلاميِّ والدعواتِ الإسلامية؟ وإذا كانت الحركاتُ الجهاديةُ هدفَهم الأولَ، فستكون الحركاتُ والمنظَّماتُ والهيئاتُ الإسلامية هدفَهم الآخِر، ويمكرون ويمكرُ الله واللهُ خيرُ الماكرين، وصدق اللهُ: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (١).