عبادَ الله: إن مشاهدَ الموتى وأخبارَ الجنائزِ موقِظةٌ للقلوبِ الحيَّة، فكيف إذا كانت الجنازةُ مشهودةً، والميِّتُ عالِمًا من علماءِ السُّنّة، ومن أهلِ الجهادِ بالكلمة؟
إن موتَ عالِمٍ ثُلْمةٌ في الدِّين، والخَطْبُ أعظمُ حين تكون الأُمةُ المسلمةُ محاطةً بالخُطوب، مهدَّدةً من قِبَلِ الأعداءِ.
إن الأمةَ في ظرفِ محنتِها وفي أحوالِ شدائدِها أحوجُ ما تكون إلى علماءَ صادقين يقوُّون من عزائِمها، ويدافعون عن حِياضِ عقيدتِها، يُنبِّهون إلى مكرِ الأعداء، ويكشِفون للأُمة خُططَ الأدعياء؟
إن حاجةَ الأمةِ ماسَّةٌ إلى كلمةِ حقٍّ يُدافَعُ بها عن غَشمٍ ويُنتصَرُ بها لمظلوم.
أما حين تجتمعُ المِلَلُ الكافرةُ على الإسلامِ وأهلِه، فتلك النازلةُ تحتاج إلى رصِّ الصفوف، وتوحيدِ السِّهام، وجمعِ الكلمةِ واستثمارِ كلِّ طاقةٍ في الأُمة.
كم هو مؤلمٌ حين تُصبِحُ البلادُ الإسلاميةُ مَرتَعًا لخُططِ العَلْمنة والتغريب، وهدفًا للعولمةِ وطمسِ الهويةِ المسلمةِ، هنا يلتفتُ الناسُ بحثًا عن منقِذِين للسفينةِ قبلَ الغرق، وحفاظًا على الأرواحِ قبل أن تُزهَقَ، وعلى القيمِ والمبادئِ الإسلاميةِ قبل أن تُلوَّثَ أو تُجتَثَّ؟ !
وما أَحْرى العلماءَ والدعاةَ وطلبةَ العلمِ بالقيام بهذا الدَّورِ، فهم مصابيحُ