للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيراطٌ، والقِيراطُ مثل أُحدٍ، ولا بدَّ من الإخلاصِ والاحتسابِ في ذلك لقولِه صلى الله عليه وسلم: ((مَن تَبعَ جنازةَ مسلمٍ إيمانًا واحتسابًا) وحين سمع ابنُ عمرَ رضي الله عنهما من أبي هريرة رضي الله عنه حديثَ القيراطَينِ في الجنائز قال: لقد فرَّطْنا في قراريطَ كثيرةٍ.

وإذا قال هذا أمثالُ ابنِ عمرَ، فماذا يقولُ أمثالُنا؟ ممّن يُفرِّط في قراريطَ كثيرةٍ.

ثامنًا: إخوةَ الإيمان: وعلى أهل الميتِ أن يَصبِرُوا عند المصيبةِ وأن يحتسبوا الأجرَ على الله، فلا تَسخُّطَ ولا جَزَعَ ولا نياحةَ؛ بل رضا وصبرٌ وحَمْدٌ واسترجاعٌ ألا وإنها البِشارةُ للصابرين {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (١).

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مُسلمٍ تُصِيبُه مصيبةٌ فيقولَ ما أمرَه اللهُ: إنا للهِ وإنا إليه راجعونَ، اللهمَّ أجُرْني في مُصِيبَتي، وأَخلِفْ لي خيرًا منها، إلا أخلفَ اللهُ له خيرًا منها)) رواه مسلم.

وتَحرُم النياحةُ على الميت، وهي من كبائرِ الذنوبِ ومن صفاتِ أهل الجاهلية، وهي فوقَ البكاءِ، وذلك بوقوفِ النساءِ متقابِلاتٍ يَصِحْنَ ويضربنَ وجوهَهنَّ ويَحثيِنَ الترابَ على رؤوسهنَّ، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال عن النائحةِ: ((النائحةُ إذا لم تَتُب قبلَ موتِها تُقامُ يومَ القيامةِ وعليها سِرْبالٌ من قَطِرانٍ ودِرْعٌ من جَرَبٍ)) رواه مسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (٢).


(١) سورة البقرة، الآيات: ١٥٥ - ١٥٧.
(٢) سورة الأنبياء: الآيتان: ٣٤، ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>