للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها، فيقال له: انظُرْ إلى ما صَرَفَ اللهُ عنك، ثم يُفرَج له فُرْجةٌ قِبلَ النارِ، فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا، فيُقال له: هذا مقعدُك، على الشكِّ كنتَ، وعليه مُتَّ، وعليه تُبعَثُ إن شاءَ الله)) (١).

تاسعًا: أيها المسلمون: تَذكَّروا حين تدخلون المقبرةَ أنها دارُكم، وحين تَرَوْنَ القبورَ أنكم بعد حينٍ ستَلحَقُون بهم، ولذا فالمشروعُ حين تدخلون المقبرةَ أن تَدُعوا لهؤلاءِ الأمواتِ ولأنفسِكم، وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلِّمُ أصحابَه كيف يدعونَ ويقول: ((السلامُ عليكم أهلَ الديارِ من المؤمنينَ والمسلمينَ، وإنّا إن شاء اللهُ بكم لاحقونَ، نسألُ اللهَ لنا ولكم العافيةَ)) رواه مسلم.

أو نحوَ ذلك من الأدعيةِ الصحيحةِ في زيارةِ المقابر.

أما الجنازةُ التي دفنتموها فادْعُوا لصاحبِها واستَغفِرُوا له وسَلُوا اللهَ له الثباتَ، فقد كان من هَدْي النبيِّ صلى الله عليه وسلم إذا فَزَعَ من دفنِ الميت أن يقفَ عليه ويقول: ((استَغفِرُوا لأخيكم، وسَلُوا له التثبيتَ، فإنه الآن يُسألُ)) (٢).

وإياكم معاشرَ المسلمينَ أن تَمتهِنُوا القبورَ بالوَطْء أو الجلوسِ عليها ونحوِ ذلك، وفي ((صحيحِ مسلم)) من حديثِ أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لأنْ يجلسَ أحدُكم على جَمْرةٍ فتَحرِقَ ثيابَه فتَخلُصَ إلى جلدِه خيرٌ له من أن يجلسَ على قبرٍ)) (٣).

عاشرًا: التعزيةُ المشروعةُ وثوابُها: من السُّنةِ تعزيةُ أهلِ الميتِ، ومعناها الدعاءُ لهم، وتسليتُهم وتصبيرُهم؛ والتعزيةُ المشروعةُ مشهَدٌ من مشاهدِ التكافلِ


(١) رواه ابن ماجه وغيره بإسناد صحيح، صحيح سنن ابن ماجه ٢/ ٤٢٢.
(٢) رواه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وحسنه ابنُ حجر في الفتوحات، والنووي في الخلاصة، وغيرُهم - أحمد الزومان/ ١٥.
(٣) الحديث رقم ٩٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>