للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيقنوا بما تقولونَ فيها، قال ابنُ حجرٍ: ((موقنًا بها)) أي: مخلصًا منْ قَلْبِهِ مصدِّقًا بثوابِها (١).

أيها المسلمونَ: وأنتمْ على مشارفِ عامٍ ستُطوى صحائفُه .. وعلى إثرِ طاعةٍ لا تدرونَ أَقُبلتْ منكمْ أمْ لمْ تُقبلْ .. أفلا يجدرُ بكمْ كثرةُ الاستغفارِ لعلَّ اللهَ أنْ يمحوَ ذنوبًا سلفتْ، ويتجاوزَ عنْ تقصيرٍ وقعَ في طاعةٍ عُملتْ، وطوبى لمن خَتَمَ عملَهُ وعامَه بالاستغفارِ.

يا عبدَ اللهِ: وحينَ تستغفرُ ربَّكَ تذكَّرْ قولَه تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} (٢).

وإليكَ هذا الهَدْيَ النبويَّ في قيمةِ الوضوءِ والصلاةِ والاستغفارِ في مغفرةِ الذنوبِ، يقولُ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ: كنتُ إذا سمعتُ حديثًا من رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَفَعَني اللهُ بما شاءَ أنْ ينفعَني منهُ، وإذا حدَّثني رجلٌ استحلفتُه، فإذا حلفَ صدّقتُه، وإنه حدّثني أبو بكرٍ - وصدقَ أبو بكرٍ - قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((ما منْ رجلٍ يُذنبُ ذَنْبًا ثمَّ يقومُ فيتطهَّرُ، ويصلِّي، ثمَّ يستغفرُ اللهَ، إلا غفرَ لهُ)) ثمَّ قرأ: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (٣).

فهلْ يَنفعُك اللهُ - أخي المسلمَ - بهذا الحديثِ كما انتفعَ بهِ عليٌّ وأمثالُه؟ وإنْ فاتَ عليكَ تطبيقُ هذا الحديثِ في شهورٍ خلتْ، فهلْ تطبِّقُه وأنتَ في نهايةِ العامِ


(١) الفتح ١١/ ١٠٠.
(٢) سورة النساء، الآية: ١١٠.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٢٥. رواه الترمذي، وأبو داود، وإسناده حسن، ((جامع الأصول)) ٤/ ٣٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>