للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

((سيّدُ الاستغفارِ أنْ يقولَ: اللهمَّ أنتَ ربِّي لا إلهَ إلا أنتَ، خلقْتَني وأنا عبدُكَ، وأنا على عهدِكَ ووعدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بكَ منْ شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ وأبوءُ لكَ بذَنْبي، فاغفرْ لي ذنوبي، فإنهُ لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ)).

قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قالها منَ النهارِ مُوقِنًا بها فماتَ منْ يومِه قبلَ أنْ يُمسيَ فهوَ منْ أهلِ الجنةِ، ومَنْ قالَها منَ الليلِ وهوَ موقِنٌ بها فماتَ قبلَ أنْ يُصبحَ فهوَ منْ أهلِ الجنةِ)) (١).

قالَ ابنُ أبي جَمْرةَ: جمعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديثِ منْ بديعِ المعاني وحُسنِ الألفاظِ ما يحقُّ لهُ أنْ يُسمى سيدَ الاستغفارِ، ففيه الإقرارُ لله وحدَه بالإلهيةِ والعبوديةِ، والاعترافُ بأنه الخالقُ، والإقرارُ بالعهدِ الذي أخذَه عليهِ، والرجاءُ بما وَعَدَ به، والاستعاذةُ منْ شرِّ ما جنى العبدُ على نفسِه، وإضافةُ النَّعماءِ إلى مُوجِدِها، وإضافةُ الذَّنْبِ إلى نفسِهِ، ورغبتُه في المغفرةِ، واعترافُهُ بأنهُ لا يَقدرُ أحدٌ على ذلكَ إلا هوَ (٢).

وهنا - معشرَ المسلمينَ - يُطرحُ سؤالٌ مهمٌّ، أوْ سؤالانِ مهمَّانِ:

الأولُ منهما يقولُ: ما مدى علمِنا وعملِنا بهذا الحديثِ؟ وهلْ نعتبرُه منْ وِرْدِنا في الصباحِ والمساءِ؟ وهلْ نُعَلِّمُه لأهلِينا وأولادِنا؟

والسؤالُ الآخرُ؟ : ما مدى يقينِنا بهذا الذِّكرِ الذي نقولُ والرسولُ صلى الله عليه وسلم قيَّد الجنّةَ بهذا الحديثِ لمنْ قالهُ مُوقنًا بماء جاءَ فيهِ؟ تأمَّلوا لفظَ الحديثِ وكلماتهِ وردِّدوها في الصباحِ والمساءِ ولا تلهجْ بها ألسنتُكمْ وقلوبُكمْ غافلةٌ، بل اعقِلُوها


(١) أخرجه البخاري والنسائي والترمذي، واللفظ للبخاري (٦٣٠٦).
(٢) الفتح ١١/ ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>