للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونُسهِمُ في علاجها، وهل نستشعرُ جميعًا حاجةَ الدعوة إلى دين الله إلى الدعمِ الماديِّ فنَنشَطُ في الدعوةِ بأموالِنا - إن قصَّرْنا في الجوانبِ الأخرى.

إننا جميعًا قد نُدعَى للإنفاق الطارئ لمشروعٍ أو لآخرَ فنستجيبُ، وهذا الإنفاقُ بأَجْرِه، وسيجد المنفقُ المخلِصُ أَجْرَه وثوابَه عندَ الله أحوجَ ما يكونُ إليه، ولكنَّ الإنفاقَ المستديمَ عن طريقِ الأوقاف أَوْلى وأَدْوَمُ من الإنفاق المتقطِّع.

وكم يَسعَدُ الإنسانُ حين يرى مساهمتَه في الخيرِ وهو حيٌّ، وكم يُسَرُّ حين يرى أن مالًا يسيرًا في البدايةِ اقتطعه، ثم أصبح يُثمِرُ ويستثمَرُ في صالحِ الدعوة إلى دينِ الله.

وكم هو مؤلمٌ حين نسمعُ عن أخبارِ بعض الوصايا المنفَّذة بعدَ المماتِ، مما يعتريها من مشاكلَ، وما يَعُوقُها عن التنفيذ، وقد حُدِّثتُ أن شخصًا مُوسِرًا أوصى بثلثِ مالِه بعد مماتِه، وهذا الثلثُ نحو ستين مليونًا، وقد مضى على وفاتِه قُرابةُ عشرِ سنوات ولم يُستفَدْ حتى الآن من ثلثِه شيءٌ .. لا لشيءٍ إلا لاختلافِ ورثتِه، وإلا فالوصيةُ مكتوبةٌ، وبموجبِ صكٍّ شرعيٍّ مضبوطٍ .. لكن هكذا يَجْني الورثةُ أحيانًا على مورِّثِهم.

فهل يعتبرُ الأحياءُ من أحوالِ ووصايا بعضِ الأموات؟ فيُنجِزونَ أوقافَهم في حياتِهم.

وكلمةً أخيرةً أيها الشابُّ: هل تضمنُ حياتَك حتى تبلغَ المشيبَ فتوصى أو توقِفَ؟ وأيها المتوسطُ الحالِ إياك أن يخدعَك الشيطانُ بالانتظارِ في الوصيةِ أو الوقفِ حتى تبلغَ مبلغًا من الغِنى .. بل عليكم بالبِدَارِ ببذلِ الخير حسبَ القُدْرةِ، فلا تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>