كم هو مؤسفٌ حين يكونُ الإرجاف في إعلامِنا، وتضخيمُ الأحداثِ، وتشويهُ الحقائقِ سبيلًا لتهجُّم الإعلامِ الغربيِّ على بلادِنا، وفرصةً لغيرِ المسلمين لتشويهِ إسلامِنا وأخلاقِنا .. فقد نشرت مجلةُ (الماريان) الأسبوعيةُ الفرنسيةُ مقالًا في عددِها الأسبوعي (٢٥ - ٣١ مارس ٢٠٠٢) تحت عنوان:
[خمسَ عشرةَ طالبةً أُحرقنَ أحياءً لأنهن لم يرتدينَ الحجابَ! ] وكتبتْ تحتَ المقالِ تقول: في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ حريقٌ في مدرسةٍ نجتْ منه المبادئُ الأخلاقيةُ فماتتِ الطالباتُ، ثم تقول: عندما شبَّ حريقٌ في مدرسةٍ للبناتِ في مدينةِ مكة استعدَّ رجالُ الإنقاذِ والدفاعِ المدنيِّ للتدخل، ولكن بالنسبة لممثِّلي الشرطةِ الدينية المكلَّفين بالمحافظةِ على احترام نظامِ الأخلاقِ في المملكةِ كان فصلُ الرجالِ عن النساء يأتي في المقامِ الأولِ وقبلَ كلِّ شيء، مهما كانت الظروفُ، حتى لو كلَّفَ الأمر حياةَ الأبرياء! ثم تقولُ المجلَّة: وفي مواجهةِ أّلْسنةِ اللهبِ مَنَعَت هذه الشرطةُ المشؤومةُ (الهيئةُ) المتيقِّظةُ جدًا حولَ هذا الموضوعِ، منعت الطالباتِ من الخروجِ من المدرسة التي تحترقُ، لأنهنَّ نَسِينَ -في خِضَمِّ المعمعةِ- أن يرتدين الحجابَ، مع أنه لباسٌ إسلاميٌّ إجباريٌ في المملكة- وبنفسِ التفكيرِ منعَ هؤلاءِ الغيورون وحُماُة الأخلاقِ الحميدةِ أفرادَ الدفاعِ المدنيِّ من الذكورِ من دخولِ هذه المدرسةِ لإنقاذِ الطالبات خوفًا من أن يَحدُثَ اختلاطٌ بين الرجالِ والنساء؟ إلى أن تقولَ المجلةُ: الحصيلة: وفاةُ خمسَ عشرةَ طالبةً، وجرحُ خمسين .. إلخ.
أيها الإخوةُ: نحن وإنْ رأَيْنا هذا الهجومَ من إعلامٍ في بُلدانٍ تدَّعي العدالةَ وخدمةَ الحقيقةِ، فلا غرابةَ أن يقعَ ذلك من غيرِ إعلامِنا، ومن قومٍ أعداءٍ لنا، ودينُهم غيرُ دينِنا، وأخلاقُهم غيرُ أخلاقِنا .. ولكن المستغربَ حقًا أن يصدرَ مثلُ