للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمومِ المواطنين لهذا القرارِ، والذي ربَّما لم يعلمْ به طائفةٌ منهم أصلًا، ولم يرضَهُ طوائفُ وإن علموا، وهنا يَرِدُ السؤال: ومتى تسنَّى لهذه الجريدةِ هذا الاستفتاءُ النزيهُ الذي قاربتْ نسبتُه تسعةً وتسعين وتسعةً بالعشرة بالمائة؟

إننا مُؤتمَنون على الكلمةِ وعلى نقلِ مشاعرِ المجتمع للمسؤولين، ومن هذا المنطلقِ نقول، وفيما يخصُّ قرارَ الدمجِ الأخير: إنَّ من قُدِّرَ له أن يزورَ (الرياض) هذه الأيامَ يرى مشاهدَ حيةً، وتجمُّعاتٍ حاشدةً هنا وهناك، فهذه جموعٌ تحتشدُ عند أهلِ العلمِ والفتوى تبلِّغها الاستنكارَ، وجموعٌ أخرى تَطرُق أَبوابَ المسؤولين راجيةً إعادةَ الأمور، وإلغاءَ القرارِ، وجموعٌ ثالثة تكتبُ أو تُبرِقُ أو تهاتفُ مستغرِبةً ما حدثَ، ورابعةٌ لا تزال في حَيْرةٍ من هولِ الصدمة وعِظَم المُصَاب، وخامسةٌ من العامَّة والخاصَّة لم ترضَ عن القرار ولكنها لم تُعبِّرْ علانيةً إما لاكتفائها بمن عبّرَ، وكأَنَّ لسانَ حالها يقول: المشايخُ والدُّعاةُ ما قصَّروا في التعبيرِ عنَّا وعنهم، وهذا وإن كان تقصيرًا منهم في البلاغِ، إذِ الكلُّ مطاَلبٌ بالإفصاح وإيصالِ رأيهِ للمسؤولين، إلا أنَّ هؤلاءِ بكلِّ حالٍ يُعَدُّون في إحصائيةِ المستنكِرين، والصنفُ الآخرُ الذين لم تظهرْ منهم مواقفُ معلَنة -وإن كانوا غيرَ راضين- فهؤلاء يرونَ التعبيرَ بطرقٍ مشروعةٍ أخرى بحُكْم مواقعِهم الإداريةِ وصِلَاتِهم الشخصية، وبكلِّ حالٍ فيكفيكَ أن تسمعَ من عالمٍ له وزنُه في تقييمِ الحَدَث يقول: (إنها زلَّة)، وآخرُ لا يقلُّ شأنًا عنه يقول: (إنها مصيبة)، ثم تسمع من خبيرٍ ممارسٍ قوله: (إنَّ ما وقعَ نتيجةُ تخطيطٍ مُسبَق، ما فَتِئَ العِلمانيون ومنذ زمنٍ بعيدٍ يسعَوْنَ ويخطِّطون له). إذًا الوعيُ شائعٌ، والاستنكارُ عامٌ وذائع -وفي صفوفِ الرجال والنساءِ، فأين ذلك من التقوُّلِ بارتياحِ الجميع، أهذه مِصداقيةٌ تليقُ بصحافتِنا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>