على أنَّ مطالبَ هؤلاء الراشدين لا تنتهي عند إلغاءِ الإلغاء، وبقاءِ الرئاسةِ في مركزِ الرئاسة، بل يزيدون في طلبِ الدعم لجهازِ تعليم البنينَ والبناتِ، ويطالبون بإصلاحِ الإعلام وَفْقَ السياسةِ الإعلاميةِ للمملكة، ويروْنَ ضرورةَ فَضْحِ أو معاقبةِ من شوَّهوا سمعةَ البلدِ ومؤسَّساتِه وتمتدُّ مطالبُهم في التحوُّط لأيِّ جهةٍ أو هيئةٍ مستهدفةٍ كالهيئات والجامعات الإسلاميةِ، إنهم يُطالبون بكلِّ ما فيه مصلحةٌ حقيقيةٌ للبلادِ والعباد، ويُلِحُّون عن كلِّ خطوةٍ تجمعُ ولا تفرِّق، وتؤلِّف ولا تُنفِّر، وتهدِي للتي هي أحسنُ، وملفُّ المرأةِ في بلادِ الحرمين واحدٌ من القضايا الملحَّةِ التي بات الغيورون يطالبون بإعادةِ النظرِ فيه وَفْقَ ثوابتِ الدولة ومسلَّماتِ العقيدة، لا وفقَ طروحاتِ العلمانيين وصيحاتِ المُغرِضين؟
سادسًا: جِراحات ومُعوِّقون:
نشكو إلى اللهِ ما حلَّ بإخوانِنا المسلمين من محنٍ وبلايا نازلةٍ، في معاركَ يُصفِّي فيها الصهاينةُ الحاقدون حساباتِهم مع إخوانِنا في فلسطين، وفي غَطْرسةٍ وكبرياءٍ يتعاملُ بها النصارى والمُلحِدين مع إخوانٍ لنا في عددٍ من المواقعِ والبلدان.
إنها معاركُ ملتهِبةٌ، تَقطُرُ الأرضُ فيها دمًا، ويُرسَّخ الظلمُ والعدوان ترسيخًا بَشِعًا، كيف لا، وتَرسانةُ الأسلحةِ المتطوِّرة تجرَّبُ على صدور إخوانِنا .. قبورٌ جماعيةٌ للقتلى، واعتداءاتٌ غيرُ إنسانيةٍ على العزَّلِ والأطفال والشيوخ والنساء، حصارٌ للمخيَّمات، واقتحامٌ للبيوت، وهدمٌ للمساجدِ، واستخدامٌ أرعنُ لسياراتِ الإسعافِ لأغراضٍ قتالية، مما يُعَدُّ سابقةً خطيرةً، وجريمةً كبرى ... وحدِّث ما شئتَ .. وما لم يخطُرْ لك ببالٍ -في قاموس مُجرِمِي الحرب، صانعِيها والساكتينَ عنها.