للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قويٌ للعلماء، لقد أعلنَ العلماءُ قَلَقَهم لما حَدَث، واستغرابَهم لما وقع، ومفاجأتَهم بما صار، وأخذوا على عاتِقِهم الوقوفَ في وجهِ هذا الطُّوفانِ، وبالتفاهمِ مع المسؤولين بما يحقِّقُ مصلحةَ البلادِ والعباد، وكشْفَ عَوَرِ من يريدُ بهذا المجتمعِ سوءًا، ورَدْعَهم وتأديبَهم، وبالمطالبةِ بكل ما يُحققُ الخيرَ ويصدُّ الشرورَ والفتنَ، وأوصَوْا بأن يتحمَّلَ كلُّ مسلمٍ مسؤوليتَه في الإنكارِ بالطرق المشروعة، وحذَّروا من القيام بأعمالٍ غير مدروسةٍ ولا حكيمةٍ تضرُّ ولا تنفع.

يا أخا الإسلام: فإن قال قائلٌ: وبإزاءِ هذا المنكَرِ أو غيرِه ماذا نصنعُ؟ أُجيب: لو كان أمرًا دُنْيويًا لفكرتَ مليًّا ثم وجدتَ الوسيلةَ المناسبةَ لإسهامِكم، أفيكونُ الدينُ عندَكَ أقلّ شأنًا {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} (١) لكنْ نُوصِيكَ بالحكمةِ في الأمرِ والنهي، والرِّفقِ فيما تعملُ أو تَدَعُ، واستخدامِ الطُّرقِ المشروعة، والقنواتِ الرسمية، والمشورةِ لأهل العلم، والنُّصح للمسؤولين، والزيارةِ، والمهاتَفَةِ، والكتابةِ، وتوضيحِ الحقِّ وكشفِ الباطل عبرَ المحاضرةِ والندوةِ والمطويَّةِ والكتاب، والعنايةِ بالبرامجِ البيتية، والتوجيهِ عبرَ مُلتقَياتِ الأسرة، والعنايةِ بالحصانةِ الفكرية، ومقاومةِ أسبابِ الفاحشةِ، والتفكيرِ الجادِّ في إيجادِ منابرَ ومحاضنَ مطمئنةٍ لتربيةِ الناشئةِ من الجنسين، لا بدَّ من تعميمِ الوَعْي والشعورِ بجرأة الخطوةِ وما وراءَها، وعدمِ القناعة بأنصافِ أو جزئياتِ الحلول.

أيتها المرأة أُمًا وبنتًا وزوجةً وأختًا، طالبةً ومعلمة وموظَّفةً وربّةَ منزل، لا تكتفي بحديث الآخرينَ عنكِ، هل أنتِ راضيةٌ عن هذه الخُطوةِ؟ ماذا صنعتِ في قرارٍ يخصُّكِ أكثرَ من غيرك؟ هل وصلتْ وجهةُ نظرِك للآخرين؟ وهل مَن تحدَّثَ


(١) سورة الطلاق، الآية: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>