للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخوةَ الإسلامِ! وماذا بعدُ؟ وما الدورُ المطلوبُ تجاهَ المنافقينَ؟

أولًا: لا بدَّ منَ العلمِ بهمْ ومَكْرِهمْ، وأساليبِهمْ، وقراءةِ تاريخِهمْ ونماذجِهمْ بوعي في الماضيْ والحاضرِ، فالعلمُ بالشيءِ فرعٌ عنْ تصوُّرِه، والوعيُ خطوةٌ أُولى، وما زالَ القرآنُ يَنزلُ ويقولُ تعالى فيهمْ وفيهمْ حتى كشفَ اللهُ النفاقَ والمنافقينَ في قرآنٍ يُتلى إلى يومِ القيامةِ.

ثانيًا: وبعدَ العِلْمِ لا بدَّ مِنَ الحذرِ منهمْ والتحذيرِ منْ مخطَّطاتِهمْ وأهدافِهمْ، وقدْ نزَّلَ اللهُ على رسولِهِ صلى الله عليه وسلم {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} (١) والخطابُ عامٌ للأمَّةِ في الحذرِ منَ المنافقينَ.

ثالثًا: والنهيُ عنْ طاعتِهمْ توجيهٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمّتُه تَبَعٌ لهُ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (٢)، قالَ القرطبيُّ: ودلَّ بقولِهِ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} على أنه كانَ صلى الله عليه وسلم يميلُ إليهمْ استدعاءً لهمْ إلى الإسلامِ، أي: لو علمَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- أنَّ مَيْلَكَ إليهمْ فيهِ منفعةٌ لَمَا نهاكَ عنهُ؛ لأنهُ حكيمٌ عليمٌ، ثمَّ قيلَ: الخطابُ لهُ ولأمّتِه (٣).

رابعًا: جهادُ المنافقينَ كما يُجاهَدُ الكفارُ، بلْ والإغلاظُ عليهمْ، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (٤).

عنْ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: بُعثَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بأربعةِ أسيافٍ: سيفٍ للمشركينَ:


(١) سورة المنافقون، الآية: ٤.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ١.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ١٤/ ١١٥.
(٤) سورة التوبة، الآية: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>