وجمعِ طاقةِ الأمُة والارتفاعِ بهِمَمِها، والمرابطةِ على الثغورِ عدَّةَ سنين، والتنافسِ على الموتِ في سبيل الله أو تحقيقِ النصر لدين الله.
أيها المسلمون: وهلمُّوا معي أقصُّ عليكم بناءَ ملحمةٍ من ملاحمِ المسلمين مع أعدائِهم الروم، وإن شئتَ فقُلْ: فصلًا من فصولِ الجهادِ في سبيل الله، ومحاولةً من محاولاتِ المسلمين لفتح القسطنطينية (مَعقِل الروم) وعلى أسوارِ القسطنطينية أقِفُ وإياكم، وعن جهودِ الأُمويِّين أحدِّثُكم.
ومرةً أخرى أعودُ إلى هَدْيِ النبوة، وفي «صحيحِ البخاري» في كتاب الجهاد، باب: ما قيلَ في قتالِ الروم، عن أمِّ حَرَامٍ زوج عُبادةَ بنِ الصامت رضي الله عنهما قالت: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أولُ جيشٍ من أُمَّتي يغزونَ البحرَ قد أَوجَبُوا» قالت أمُّ حرامٍ: قُلتُ: يا رسولَ الله، أنا فيهم؟ قال:«أنتِ فيهم» ثم قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أولُ جيشٍ من أُمتي يغزونَ مدينةَ قيصرَ مغفورٌ لهم» فقلتُ: فيهم يا رسولَ الله؟ قال:«لا»(١).
وأقفُ مع هذا الحديثِ، ومع أولِ محاولاتِ المسلمين لفتح القسطنطينية عِدةَ وَقَفاتٍ:
١ - هِمّةُ هذه المرأةِ المسلمةِ على فعلِ الخير والجهادِ في سبيل الله، رجاءَ مغفرةِ الذنوب ورِفْعةِ الدرجاتِ، وقد وَرَدَ في روايةٍ أخرى عند البخاري: أن أمَّ حرامٍ رضي الله عنها حين سمعتْ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم عن نفرٍ من أُمتِه يركبون ثَبَجَ البحرِ مجاهدين في سبيل الله قالت: يا رسول الله، ادْعُ اللهَ أن يجعلَني منهم، فقال:«اللهمَّ اجعَلْها منهم».
وقد كان وركِبَتْ أمُّ حرامٍ البحرَ مع المجاهدين، وشاء اللهُ أن تُستشهَدَ وهي