للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غازيةٌ على أثرِ وَقْصِ دابتِها (١).

وفرقٌ بين هِمَّةِ هذه المرأةِ في الجهادِ والاستشهاد، وهِمَمِ نساءٍ أُخرَ لا يتجاوزنَ المطعمَ والمشربَ والمُودِيل والمُوضة .. ، وأعظمُ من ذلك إذا كانت بَرِيدًا للفتنة مُستخدمة لإشاعةِ الفاحشة، ومع ذلك فلا يزالُ في عددٍ من نسائِنا خيرٌ كثيرٌ، ومنهنَّ من تتطلَّعُ إلى همَّةِ أم حرامٍ، وتودُّ أن تنتهيَ كنهايتِها.

٢ - في الحديثِ -كما قال أهلُ العلم- مَنقِبةٌ لمعاويةَ رضي الله عنه لأنه أولُ مَن غزا البحرَ، ومنقبةٌ لولدِه يزيدَ لأنه أولُ من غزا مدينةَ قيصرَ (القسطنطينية) (٢).

٣ - وفي الحديثِ كذلك منقبةٌ لأبي أيوبَ الأنصاريِّ رضي الله عنه، الذي كان ضمنَ هذا الجيشِ الغازي للقسطنطينيةِ، بل استُشهِدَ عند أسوارِها، وأَوصى أن يُدفَنَ عند بابِ القسطنطينية، وأن يُعفَى قبرُه، ففُعِل ذلك به، ويقال: إن الرومَ صاروا بعد ذلك يَستسقُون به (٣).

٤ - وعيُ معاويةَ رضي الله عنه وحرصهُ على حربِ الروم جعلَه يُعِدُّ العُدَّة ويرسلُ البعوثَ لمحاصرةِ الروم وإشغالِهم عن المسلمين من جانبٍ، وفتحِ بلادِهم ونشرِ الإسلام فيها من جانبٍ آخرَ، وفوقَ هذا وذاك فهو منه إدراكٌ واعٍ لموقعِ الروم فيِ الأُمم، تلك التي عبرَّ عنها رضي الله عنه بقوله: «شُدُّوا خِنَاقَ الرومِ فإنكم تَضبِطون بذلك غيرَهم من الأمم» (٤).

٥ - وشارك معاويةَ رضي الله عنه في هِمّةِ جهادِ الروم خلفاءُ آخرون في دولةِ بني أُميَّة،


(١) البخاري، الجهاد: غزو المرأة في البحر، الفتح ٦/ ٧٦ ح ٢٨٧٧، ٢٨٧٨.
(٢) الفتح ٦/ ١٠٢.
(٣) الفتح ٦/ ١٠٣.
(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>