الهدفَ منْهُ، ولا بدَّ -ثانيًا- أنْ تُفكرَ في الوسيلةِ المناسبةِ لتنفيذِهِ، ولا بد -ثالثًا- منْ تقييمِ المشروع بعد انتهاءِ العملِ منْهُ .. وكلَّما كانَ الهدفُ خيِّرًا، والوسيلةُ صالحةً والتقييمُ دقيقًا .. كلَّما تحققَتِ النتائجُ بشكلٍ أفضلَ، وأورثَتْ صاحبَ المشروعِ أُنْسًا وسعادةً، يُحسُّ بها في الدنيا، ويجدُ جزاءَها يوم يلقى ربَّه حينَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ، وإذا كان المالُ والبنون زينةَ الحياة الدنيا، فالباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربِّك ثوابًا وخيرٌ أملًا.
هنا -وفي كلِّ هذه الظروفِ الصعبةِ- أفَيليقُ بمسلمٍ ومسلمةٍ يقدرُ مسؤوليتَهُ أمامَ اللهِ، ومسؤوليتَهُ تجاهَ قضايا أمتِهِ، وواجبَهُ تجاهَ دينِهِ .. أنْ يُضيعَ وَقتَه سُدًى؟ أو يكتفي بالحوقلةِ وعدم الرِّضَى .. فضلًا أنْ يشاركَ الآخرينَ في الفسادِ بأيِّ شكلٍ مِنَ الأشكالِ؟ !
إخوةَ الإسلامِ: والأشياءُ التي يُقضَى بها الوقتُ بما يضرُّ ولا ينفعُ كثيرةٌ، ولا مجالَ لحَصْرِها الآنَ .. ولكنْ دَعونا نركِّزُ على أمورٍ ثلاثةٍ فقطْ، تستحوذُ على اهتمامِ طائفةٍ منَ الناسِ، ولا بدَّ أنْ يدركوا مخاطرَها.
أولاها: العكوفُ على القنواتِ الفضائيةِ وشبكاتِ «الإنترنت» الفاسدةِ، وهذه كما تسرقُ الأوقاتَ، تسرقُ القيمَ وتُفسد السلوكياتِ، بلْ تُلوِّثُ الأفكارَ، وتُشوِّهُ