للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حرامٌ، ولم يُعمَلْ عليها خطيئةٌ (١).

يا أخا الإسلام: ومِن هَوْلِ الأرضِ المُبدَّلةِ والبروزِ للهِ الواحدِ القهّار .. إلى هولِ الصراطِ والعبورِ عليه، وفي «صحيح مسلمٍ» عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن قولِه عز وجل {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} فأين يكونُ الناسُ يا رسول الله؟ فقال: «على الصَّراطِ» (٢).

وعن حالِ الناس حين المرورُ على الصراطِ، روى البيهقيُّ بسندِه عن مسروقٍ عن عبدِ الله قال: يَجمَعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامةِ، إلى أن قال: فمنهم من يُعطَى نورُه مثلَ الجبلِ بين يديهِ، ومنهم من يُعطَى نورُه فوقَ ذلك، ومنهم من يُعطَى نورُه فوقَ ذلك، ومنهم من يُعطَى نورُه مثلَ النَّخلة بيمينِه ومنهم من يُعطَى دونَ ذلك بيمينِه، حتى يكونَ آخِرُ من يُعطَى نورُه في إبهامِ قدمِه يُضيءُ مرةً ويَطفَأُ أخرى، إذا أضاء قدَّمَ قدمه، وإذا أطفأَ قامَ، قال: فيمرُّون على الصراطِ، والصراطُ كحدِّ السيفِ دَحْضَ مَزلَّةٍ، ويقال لهم: امضُوا على قَدْرِ نورِكم، فمنهم من يمرُّ كانقضاضِ الكوكب، ومنهم من يمرُّ كالريحِ، ومنهم من يمرُّ كالطَّرْفِ، ومنهم من يمرُّ كشدِّ الرَّحْل يَرمُل رَمْلًا على قدْرِ أعمالِهم، حتى يمرَّ الذي نورُه على إبهامِ قدمِه تخرُّ يدٌ وتَعلَقُ يدٌ، وتخرُّ رِجْلٌ وتَعلَقُ رجلٌ، وتصيبُ جوانبَه النارُ، فيَخلُصون، فإذا خَلَصُوا قالوا: الحمدُ للهِ الذي نجَّانا منكِ بعدَ أن أراناكِ، لقد أعطانا ما لمْ يُعطِ أحدٌ» رواه الحاكمُ وصحَّحه ووافقه الذهبيُّ، وقال الألبانيُّ: في أحدِ رُواتِه ضعفٌ وقد تُوبعَ، فالحديثُ صحيح (٣).

وفي «صحيح مسلم» عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «وتُرسَلُ


(١) موقوف صحيح، وأخرجه البيهقي مرفوعًا وقال: الموقوف أصح، فتح الباري ١١/ ٣٧٥.
(٢) مسلم كتاب صفة المنافقين، باب البعث، والنشور (٢٧٩١) ٤/ ٢١٥٠.
(٣) شرح الطحاوية/ ٤٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>