الآخرين بزعمه ... كلا فالمسؤولية كبيرة والعبودية المرادة لله شاملة، واسمع إلى أحد علماء السلف وهو يشخص الحال وكأنه يعيش اليوم بين ظهراني المسلمين، ويقول ابن القيم في كتابه القيم «أعلام الموقعين عن رب العالمين» وهو يتحدث عن نوعي العبودية العامة والخاصة: « ... ولله سبحانه على كل أحدٍ عبوديةٌ بحسب مرتبته، سوى العبودية العامة التي سوّى بين عباده فيها: فعلى العالم من عبودية نشر السنة والعلم الذي بعث الله به رسله ما ليس على الجاهل، وعليه من عبودية الصبر على ذلك ما ليس على غيره، وعلى الحاكم من عبودية إقامة الحق وتنفيذه وإلزامه من هو عليه به والصبر على ذلك والجهاد عليه ما ليس على المفتي، وعلى الغني من عبودية أداء الحقوق التي في ماله ما ليس على الفقير، وعلى القادر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه ما ليس على العاجز عنهما.
وتكلم يحيى بن معاذ الرازي يومًا في الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقالت له امرأة: هذا واجب قد وضع عنا فقال: هبي أنه قد وضع عنكن سلاح اليد واللسان فلم يوضع عنكن سلاح القلب، فقالت: صدقت جزاك الله خيرًا. أن يقول الشيخ رحمه الله، وقد غر إبليسُ أكثر الخلق بأن حسّن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع، وعطلوا هذه العبوديات فلم يُحدِّثوا قلوبهم بالقيام بها، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينًا، فإن الدين هو القيام لله بما أمر به، فتارك حقوق الله التي تجب عليه أسوأ حالاً عند الله ورسوله من مرتكبِ المعاصي ... إلى أن يقول: ومن له خبرةٌ بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما عليه هو وأصحابه رأى أن أكثر من يُشار إليهم بالدين. هم أقل الناس دينًا والله المستعان، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب