ما أنزلَ اللهُ بها من سلطانٍ وكانوا لا يَطُوفون بالبيتِ إلا وعليهم ثيابُهم، وألزموا غيرَهم من أهل الحِلِّ ألا يطوفوا بالبيتِ إذا قَدِموا -أولَ طوافِهم- إلا في ثيابِ الحُمْس، ومن لا يجدُها شِراءً أو إعارةً، فعليه أن يطوفَ بالبيتِ عُرْيانٌ- واستمرَّتْ هذه العوائدُ الجاهليةُ المتطرِّفةُ حتى أعلَنَ منادي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: ألَّا يحجَّ العامَ مشرِكٌ ولا يطوفَ بالبيتِ عُرْيانٌ، وأبطلَ اللهُ عوائدَ قريشٍ وما ابتدعتْه في الحج حين نزلَ القرآن: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (١).